- المشاركات
- 2,079
- مستوى التفاعل
- 6,746
لا أعرف من أين أبدا، لكن في داخلي كلام، شي ما، شي قديم، ولكنه حقيقي لايقبل الوهم مهما كان، شي يقول لي أن ما يدور حولي كذب وزيف ولم يرضى بأن يجعلني في الطريق المظلم. خرجت على الحياة في بيئة صحراوية جامحة مخيفة بصمتها ومعلمة، ذلك الصمت المهيب الذي يفتقده البشر اليوم في حضارتهم الفوضوية المقيته. تعلمت منها البساطة ولكن لا أجده اليوم، الهدوء رحل من دون أن يقول شيئاً ولكنها تقول ها أنا ذا دائمة لمن أراد المجيء إلي. أصبحنا نعيش في بيوت تشبه الحظائر متشابهة أسميها محميات بشرية وكأن أحداً ما يرسم خطة حياتنا وكيف نعيش من دون أن نختار، شوارع وإنارات مخيفة وكأنها روبوتات تراقبك أينما ذهبت. بيئة أصبحت ميتة وحيونات محمية لاتمت للصحراء بصلة جلوبها بحكم حمايتها وأشجار مسيجة لا ينتفع منها الناس مقصوصة بأشكال بشعة، ومسؤولون يلهثون لا يشبعون يتحكمون بالناس بقوانين صارمة، قوانين تقتل الحياة البسيطة وتتعب الروح بحجة الرفاهية المزيفة التي جعلتنا قطيع مريض نفسياً، مريض لدرجة أن الناس يمشون ليلاً من شدة الخجل والكبت والخوف من نقص الحسنات. إنها مدن أشباح لا حياة فيها متطورة مادياً فاقدة الجانب الروحي، ذلك الجانب الذي وضعت له كاميرات للمراقبة تحسباً لأي طارىء أو تحرر روحي.
فقدنا روح الإنسانية والتوازن بين الذكر والأنثى الحقيقي، أصبح الحديث مع الفتاة ذنباُ وأصبح الحب الفطري النقي عيباً، كان الناس في الماضي يجلسون مع بعضهم ويتسامرون ويتحدثون وقلوبهم سليمة لبعضهم ولاشي فيها من أمراض اليوم، يعيشون في سلام وسعادة أمورهم بسيطة وأرواحهم برئية عكس اليوم الذي يصارع فيه الجيل القديم التسارع الرهيب للحياة فاقداً لتلك المعنويات الإيجابية التي كان يتمتع بها في الماضي. تغيرت الأرض وماتت الكثير من النباتات التي كنت قد شاهدتها منذ زمن ولاحظت التغير سنة بعد سنة، حتى الجو الملوث والماء المكرر الميت والبرامج والمسلسلات والأخبار السلبية محيطة بالناس مثل سياج شائك، تقودهم إلى المستشفيات التي تشرح وتبتر وتقتل الناس بحجة اخطاء طبية والذي بدوره يساعد برامج الصحة كي تؤدي دورها وتستفيد من استنزاف وموت الجسد والروح ببطء. ذهبت للصحراء هرباً من روتين الحياة ووجدت الهدوء والصمت الجميل، علمت كم هذه اللحظة لا تقدر بثمن حيث وجدت أنها ترمم الروح المنهكة بعد تعب طويل. أصبحنا نرى العالم بأنه شرير ونحن الخيّرين، صفوة الصفوة على ما يقولون. أموال كثيرة تذهب في لحظة تختفي ولا يعلم سبب ذلك، وسماء ممسكة قطرها، رجال يدّعون الصلاح ولا هم أهل لها، رحلت القوانين البسيطة ومساعدة المساكين، ومنع من الناس التصدق علناً على من يطرق الباب بحجة التسول سوى عن طريق تطبيق إلكتروني أو لهئية معينة، وهذه الهئية لها من الأبراج والعقارات الكثير ولا يعلم أين تذهب أموال الناس. فقد الناس المتعة الروحية للأعمال الخيرية وأصبحت نفاقاً عبر الإعلام.
شي ما قديم، يقول لي، الحضارة الروحية قادمة، كلمات مطمئنة للنفس، تحيي الروح، توقف الإنسان وتجعله يرى نور الإنسانية من جديد. في تلك البقة الصفراء حيث السكون والهدوء والراحة التي تشحن الجسد والروح، بحثت عن أصدقاء الروح في الواحات وفي البيوت القديمة، وجدتهم بسطاء طيبون، آثروا الحياة البسيطة على المادة. تجد عند مجالستهم الحب والحقيقة والنور، والجميل عند الجلوس معهم يشترطون عليك إطفاء هاتفك، والجلوس بشكل حلقة دائرية والنظر في العينين لجعلك تحيا من جديد وتشعر بالتواصل الإنساني الجميل، لا يعلمون بسايكوجين، أهديتهم سر زهرة الحياة الجزء الأول والثاني لعل بذرة التطور الروحي تبدأ في الإنتشار من تلك البقعة الصفراء من العالم الثالث لتجدد الإنسانية الضائعة وتعيدها للحياة من جديد.
التعديل الأخير: