هوية الروح - في اكتشاف حقيقة الوعي والتعرف إليه عبر المنهج العلمي الإدراكي (الفينومينولوجيا)

المزيد من مواضيع سيد الأحجار السبعة

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
792
مستوى التفاعل
1,551
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
البوابة الأولى : الروح سجينة في الدماغ والدماغ سجين في الجرة

الدماغ المعزول Isolated Brain هو نموذج زمني لإحدى الحالات الممكنة للتحكم بوجود الروح باستخدام ارتباط الدماغ معها، يمكن تحقيق هذا التقييد استناداً إلى آلية عمل الدماغ المادية وبقاء الروح في ارتهانه، في هذه الحالة يكون تقييد الروح أو الذات محققاً عبر عزل الدماغ الحي الذي يقيد الروح عن البيئة المادية الخارجية الأساسية ( مهما كان شكلها ) وعن جسد الكائن نفسه وتقييد هذا الدماغ ببيئة أخرى، مما يقطع الاتصال الحسي بالعالم الذي كان يراه ويحسه عبر منافذ جسده، ومن الممكن حينها صنع محاكاة زمنية لحياة افتراضية لا تمت للواقع الأساسي بصلة، وهذا يحتاج إلى توفير بيئة بديلة عن البيئة الأصلية وآلة تغذي الدماغ وتوفر حاضنة له عوضاً عن الجسد.

وبشكل أكثر تجريداً يمكن أن نقول إن الروح ترتبط بشي وسيط بينها وبين الواقع الحقيقي ، ومن يتحكم بهذا الشي الوسيط يمكنه توجيه الروح وعزلها عن الواقع الحقيقي الذي تتصل به عبر هذا الوسيط ، ففي النهاية قد لا يكون الوسيط نوعاً من الدماغ الذي نعرفه، خاصة وأن الواقع الحقيقي ليس مجرد إشارات كهربائية يترجمها الدماغ دون إدراك لحقيقتها.

يمكن تصوير الأمر على النحو التالي :
  • أن هناك حاملاً للذات الحقيقية ( الروح) منفصلاً عنها ويشكل صلة الوصل بين إدراكها وتفاعلها وبين العالم الحقيقي ( الأصل ).​
  • وأن هذا الحامل يسمح للروح بالاتصال بالعالم الحقيقي من خلاله فقط.​
  • وأن عزل اتصال هذا الحامل الوسيط عن العالم الحقيقي وربط اتصاله بعالم افتراضي أو بمحاكاة زمنية غير حقيقية، يمكن أن يجعل الروح تنسى ذلك العالم الأصل وتقع تحت تقييد العالم الجديد وتفاعلاته وعلاقاته وتعزيزاته ومكافآته ومتناقضاته.​
فإذا قلنا إن الذات الحقيقية هي أ والعالم الحقيقي هو مجموعة أ ، والوسيط ب ، وإدراك الذات للعالم هو ج وتفاعلها مع العالم هو د، فإن تغيير ج ود لا يعتمد على تغيير أ ومجموعة أ، بل على التأثير على (ب)، وهذا التأثير الممارس على ب من شأنه أن يغير ج ود يخلق عالماً جديداً يمكن تسميته بالمجموعة ج أو المجموعة د ، أو المجموعة ج-د.

إذن ، أ المعزولة عن الحقيقة ، تتصل بعالم افتراضي (مجموعة ج-د) ، وهي مجموعة جزئية ومقيدة ومشوهة من العالم الحقيقي (مجموعة أ) والسبب في كل ذلك أن الوساطة ب عزلت بين أ والحقيقة، وربطت بينها وبين ج-د (العالم الافتراضي الجزئي).

1689605147448.png

الصورة النموذجية لدماغ معزول عن العالم الحقيقي ومربوط بمحاكاة حاسوبية
1689605184999.png
الروح الأسيرة في الدماغ ترى أشياء يصنعها الحاسوب المتصل به وتعتقد أنها ترى الحقيقة

الدماغ المعزول أحد أشكال "السيطرة الزمنية المطلقة" على الأرواح في الزمن المادي ، إذا أنك تستطيع عزله عن الواقع الأساسي المشترك بينكما عزلاً كاملاً، وتوفير واقع بديل من خلال المحاكاة الرقمية التي تصل إلى الدماغ على هيئة نبضات كهربائية تحاكي الإشارات الأصلية التي كان يترجمها الدماغ من الواقع المادي المشترك بينكما.

ومع ذلك فلا ينبغي فهم الموضوع من هذا المشهد وحده، فيمكننا أن نقوم بفهم العلاقة السابقة على نحو أكثر تجريداً ومطلقية، فالدماغ يرمز في عالمنا للوسيط التفاعلي بين الروح والعالم المادي، ولكن الوسيط في العالم الأصل لا يجب أن يكون دماغياً أو حتى مادياً بالمعنى الذي نفهمه، قد يكون شيئاً غير موجود في مفاهيم عالمنا الحالي، بما أنه افتراضي بالكامل فمن الطبيعي أن هناك أشياء تنتمي للحقيقة لا يعبر عنها ولو على نحو التصوير، ومع ذلك فالوظيفة الوجودية للدماغ بالنسبة للحياة، يمكن أن تكون أكثر شمولية وكلانية إذا فهمنا أن الدماغ هو (الوسيط) وأن العالم الحالي يحتاج إلى وسيط يشابه الدماغ، بينما العالم الأصلي قد لا يكون وسيطه ذو قوام مشابه للدماغ.

العالم الحالي الذي تراه، يعلن لك أنه افتراضي مباشرة، لأنك لا تستطيع التيقن من مطابقته لنفس الأمر، أي أن ما تراه لا يكفي لنفي صحة قضية ( المادة لا وجود لها ) أو بتعبير دقيق

_ ( وجود الأشياء المادية وعدم جودها أو وهميتها لا يتوقف إلا على مدى اكتراثك به)

– كل من الوهم والواقع المادي لا يحملان معنىً ذاتياً وقيمة جوهرية مستقلة عن التفاعلات بينك وبينهما، كلاهما نفس الشيء مساويان في وجودهما لوجود لعبة الكترونية، ولا يختلفان إلا بمدى شدة تفاعلك الموضوعي مع أحدهما،

_ ليس هناك حقيقة ذاتية في الوجود المادي لا تعتمد واقعيتها على مقدار التفاعل الموضوعي بينك وبينها



إذا كانت معرفتك بالعالم مادية بالكامل، ليس ممكناً نفي صدق ما تقوله هذه القضايا الوجودية والمعرفية على الواقع المادي الذي أمامك، لا من الناحية العقلية ولا من الناحية الإدراكية، فأنت لا تدرك أن المادة حقيقة عندما تجرّد الإدراك من الأبعاد غير المادية كالحدس، ولا يسعك إثبات أنها حقيقة بالاستناد إلى استدلال عقلي له مقدمات تنتمي للواقع المادي نفسه ( لأن هذا استدلال دائري من فئة : عالم المادة حقيقة، وعالم المادة يقول أن المادة حقيقة إذن عالم المادة حقيقة ).
 
لا ينبغي فهم الموضوع من هذا المشهد وحده، فيمكننا أن نقوم بفهم العلاقة السابقة على نحو أكثر تجريداً ومطلقية، فالدماغ يرمز في عالمنا للوسيط التفاعلي بين الروح والعالم المادي، ولكن الوسيط في العالم الأصل لا يجب أن يكون دماغياً أو حتى مادياً بالمعنى الذي نفهمه
العلم الذي لا تدركه الشكوك

ككائن واعي، يبدأ الإدراك بأول ما يحضر إلى رؤيتك عبر الحياة وهو : ذاتك ، والوجود الذي تتفاعل معه وتتصل به، والاتصال القائم بينكما، هذه الأمور الثلاثة (الذات والبون والوجود) تشكل منطلقات الحياة ، بغض النظر عن الطريقة التي ستراها بها، حتى الآن لم نقل عنها مادة ولا روحاً ولكن قلنا إنها (أساس كل شي).

ما تدركه مباشرة ويسبق كل المعارف ولا يصله التشكيك هو المنطلقات الأساسية للمنهج الإدراكي ، قاعدة واحدة، هناك ثلاثة حقائق تدركها حضورياً ، الذات والبينونة والوجود.

هذه الحقائق (ثالوث البون) مستقلة عن بقية فروع المعرفة، كل شيء في العالم يحتمل إنكاره عند مستوى معين ، كأي إنسان ، أنت لا تدرك الإلكترون ولا تدرك الحمض النووي إلا بما ينقله مراقبون من أخبار لك، وكذلك لا تدرك المجرات الأخرى ... الكواكب الأخرى ... البلاد الأخرى ... التواريخ والعصور الأخرى ... كلها غير موجودة على نحو حاضر إليك.

ولا تدرك أن حواسك متصلة بالعالم الحقيقي أو بذات الشي الذي تراه، ولا تدرك صدق صورتك الحسية السمعية والبصرية من حيث انطباقها على الواقع الحقيقي للشيء الذي ترصده.

على هذا النحو يمكن القول إن علوم الطبيعة توفر اليقين على شرط صدق مقدمات براهينها واستدلالاتها، قضية ( الإلكترون أصغر من الذرة ، يطوف حول النواة الذرية بشكل غير قابل للتحديد بإحداثيات زمكانية ) تبدأ من مقدمات بعيدة جداً عن المجال الذري، في الحقيقة تبدأ من هذه المقدمات :

1. العالم المادي حقيقي
2. الأشياء المادية مطابقة لأرصادها
3. الأشياء المادية لا تفنى ولا تستحدث من العدم
3. المواد لا تغير سلوكيتاها الأساسية \ القوانين الفيزيائية لا تتغير

هذه المقدمات هي ما يبرر دراسة المجال الذري بشكل جدي ، وهي ما يبرر اعتبار قضية مثل ( الإلكترون غير قابل للتحديد الزمكاني ضمن الفضا الذري ) قضية مهمة وحقيقية أو واقعية.

لم أحدثك بعد عن المقدمات الأخرى التي يجب أن تكون صادقة ليكون أي علم طبيعي ممكناً على نحو اليقين ، مثل المقدمة التي تقول ( المتناقضان لا يجتمعان ) أو ( 1+1=2 ) وهذه جميعها مسلمات بالنسبة للعلم الطبيعي ، ولكنها قضايا غير يقينية ( بالمعنى الدقيق، الأخص لكلمة اليقين )

ولكن هل هذه المقدمات يقينية أصلاً ؟ إلى أي حد تستطيع التيقن من وجود المادة ؟ إلى الحد الذي تخشى فيه من اصطدام سيارة ؟ أو إلى الحد الذي يؤلمك فيه نكش الدبوس ؟

لا أحد ينكر وجود أحاسيسك ووجود علل تسببها ، ولكن رؤيتك للعالم الذي تحياه على أنه واقعي فقط بسبب إحساس جسدي لا يمكنك اجتنابه ، سيجعل أعتى الكوابيس أكثر واقعية من جمال فنجان قهوة صباحي أو كوب شاي بالهيل في المسا ، لأن الأخير يمكنك تجنبه على عكس الكابوس الذي لا تتحكم بمجرياته.

من غير اللائق أن تتعامل مع نزعة التشكيك في داخلك على أنها شي رفاهي، في الوقت الذي يكون فيه واقعك نفسه غير قابل للإثبات ، أنت تسلي نفسك بأشياء لا يمكنك التحقق من أدنى مستويات صدقها، ثم ترفع تعلقك بها وبوابل التقنيات التي أنتجتها الحضارة للتعامل مع هذه اللعبة، إلى مستوى أعلى من البحث عن الحقيقة ، وتصف البحث عنها بالترف الفكري ... نعم ، البحث عن الحقيقة ترف فكري لأنك تشغل نفسك بهموم وهمية ، لا قيمة لا لوجودها ولا لانعدامها، لكنك تكترث ، فتتألم .

كما ترى ، لا يوجد إمكانية لإقامة يقين في قضايا طبيعية ومادية دون وجود مصدر أعلى يوصلك إلى اليقين ويثبت لك أن هذه القضايا يقينية.

أما مجرد اكتراثك بالموضوع لن يجعله بمرتبة الحقيقة، ربما أكترث ذات يوم بتعلم برمجة الألعاب لأستخدمها كوسيلة ، لكن هذا لا يعني أن الألعاب أصبحت حقيقة ، وكذلك لا تجعل اكتراثك بواقعك ينسيك غايتك منه أصلاً ومقامه العلمي الحقيقي.
 
الوعي ... الذاتية والموضوعية

تحمل كلمة الوعي عدة معاني ... المعنى الذي تقصده منها هو مفتاح العلم الذي ستتصل به …

المعنى الأكثر شيوعاً ، هو "الوعي الموضوعي" أو الذكاء، وهو المعنى الذي يفهمه مراقب لموضوعات بيئية تظهر سلوكيات واعية، دون أن يماهي بين وعيه ووعبها، وهو خاصية تميز ( السلوك الموضوضعي ) الذي تسلكه الكائنات الحية للتكيف والتفاعل مع البيئة خارج الأسباب الميكانيكية.

مثلاً ، الصخرة غير واعية لأنها لا تتخذ موقفاً داخلياً يتبدى في حركة مستقلة عن تأثير البيئة الميكانيكي على جسدها، قطعة الحديد تحتاج لمن يحركها ولكن قطة مولودة حديثاً تبدأ بالتحرك دون أن تقوم الرياح أو الحرارة والعوامل البيئية بتوجيه الحركة ، هذا يعني ثلاثة أمور :
  1. أولاً الإرادة : وجود قوة غير فيزيائية تؤثر على قوة فيزيائية محددة ( الجسد ) ، تسمى القوة الغير فيزيائية ب( الإرادة الحرة ) أي القوة التي لا توجهها سببيات ميكانيكية ،​
  2. ثانياً الإدراك : الأفعال غير الميكانيكية تبدو كاستجابات لعوامل بيئية ، مما يعكس إدراك الكينونة المريدة للبيئة التي تتفاعل معها.​
  3. ثالثاً القصدية : تتوجه الأفعال الإرادية إلى موضوعات بيئية على نحو يجمع ما بين الإرادة والإدراك والقرار ،يسمى التوجه الإرادي بـ ( القصدية ).​
هذه الصفات الثلاث ( الإرادة - الإدراك - القصد ) هي التي تميز الكائن الحي عن الجسد الفيزيائي الذي لا يملك القدرة على إحداث مثل هذه الأسباب. ذلك هو (الوعي) من الناحية الموضوعية ، ويمكن للذكاء الاصطناعي محاكاته بالكامل ، يمكن ببعض الجهد أن تبرمج كائناً روبوتياً ضمن محاكاة حاسوبية على أن يقوم بأفعال ( تبدو ) إرادية وقصدية وناتجة عن إدراك ، لكنها مستنسخة من أفعال قام بها الكائن الحي سابقاً، ولا يمكن أن يأتي الذكا الاصطناعي بسلوك جديد على نحو كامل ، مثلاً قد يصل الذكا الاطناعي إلى الحد الذي يمكن فيه أن يكتشف نظريات جديدة أو يخترع أو يتعلّم سلوكيات لم تعرفها البشرية من قبل ، لكن هذا ليس أكثر من استنساخ لآلية التفكير الإبداعي البشري بعد تحويلها إلى سلسلة أوامر شديدة العمومية بحيث يمكن للروبوت تشكيل أوامر جديدة بناء عليها، أي هناك أمر في النهاية يقوم الروبوت بتنفيذه ، لا يمكن للروبوت التحرر من لغة البرمجة على نحو نهائي، وإلا فلا يكون بعدها مجرد آلة ، ولا يمكن التحكم به من قبل البشر.

ما يقوم به الروبوت بأقصى حالات تنفيذ أوامر تسمح بتشكيل أوامر ، هذا يجعله يبدو واعياً جداً، ولأن الروبوت يركز على عمله دون أي اكتراث بأي شي آخر فسيستخدم كامل قدراته لتنفيذ هذه الأوامر ، لذلك يتعلم بسرعة فائقة ، ما لا يفهمه الناس عادة لماذا حاسبة من الجيل القديم تنجز بلحظات عملية يحتاجون ساعة لحلها، الفرق بينهما في التركيز على مسار واحد، الحاسبة لا تكترث إلا بالعملية الحسابية ، الإنسان يحتاج أكثر من الأمر ليقوم بالفعل ، ولا علاقة لمستوى قدرته الدماغية بهذا الموضوع.

الفرق بين الوعي الذي يتميز به الكائن الحي والوعي الذي يتميز به الذكاء الاصطناعي هو أن وعي الكائن الحي جوهري ، الصفات الموضوعية له تعكس أسباب غير موضوعية ، أي أن الفرق هو العلّة التي تجعل كلاً منهما يقوم بهذا السلوك ، الذي نسميه بالسلوك الواعي.

البعض سيقولون : بالتأكيد !! حسناً نحن لا نعرف كذلك ، ربما الإنسان يقوم بالسلوك الواعي في البيئة الخارجية ولكنه يفتقر إلى الجوهر ، تماماً كالروبوت ، ربما هناك أسباب مادية لهذا السلوك ، مثل تكوين الدماغ المادي المعقد أو مثل زراعة أوامر معينة من قبل جهات معينة لا نعرف أي شي عنها.

هذا صادق، لا يمكنك أن تحكم على الناس أنهم يمتلكون وعياً غير مادي لمجرد أنهم ( يتصرفون بشكل واعي ) فقد يكون وعيهم مجرد أوامر برمجية في النهاية ، ولكن السبب في عجزك عن إدراك وعيهم ، هو أنك تتخذ موقف ( المراقب - الشخص الثالث ) أو ( المجرب - الشخص الثاني ) ولا يمكنك أن تتخذ موقف الذات ، لأنك منفصل عن القوة التي توجه الناس علياً ، أنت بالكاد تراقب أجسادهم وتقيس تحركاتها.

وهنا تدرك أن كشفك للوعي لا يمكن أن يكون موضوعياً ، أي لا يمكن للشخص الثالث والثاني دراسة الوعي ، وأن المنهج الوحيد الممكن لهذا الدراسة هو ( منهج إدراك الشخص الأول \ منهج الإدراك الذاتي أو الفينومينولوجيا ) فيجب أن تختبر وعيك أنت وليس وعي الآخرين ، وترى هل هناك فرق بين الوعي والمادة في اختبارك الذاتي ؟ وما هي الفروق ؟ وما الإمكانات التي تسمح بها العلاقة بينهما وإلى ما هنالك …

هذا ما يسمى ب( الوعي الكيفي \ الوعي الجوهري ) وهو يشكل ما يصطلحون على تسميته ب"مشكلة الوعي الصعبة" ، أي ربما للدماغ قدرة على تفسير سلوك الوعي المعقد ظاهرياً، ولكن الخبرات الواعية نفسها لا يمكن اختزالها في قيم رياضية ، إذ ليس هناك مادة أو خصائص مادية ومحلية للقوة التي تختبرها ذاتياً وتسميها الوعي، وهذا بالضبط هو السبب في أنك لا تستطيع … مهما فعلت ، أن تثبت وجود هذه القوة للناس الذين لا يكترثون إلا بالشيء الموجود كمادة موضوعية يراها الجميع، وبعبارة أخرى لا يمكنك نقل الذاتية إلى الموضوعية ، ووجود الوعي أصلاً يكافئ الذاتية ، ولذلك يستحيل أن تدرسه موضوعياً ، ومجرد دراستك الموضوعية له يعني أنك لا تعترف بالمعنى الجوهري للوعي.

هناك تقنيات استخدمت فعلياً لتمييز الوعي عن الأفعال غير الواعية. ستجد كامل هذه التقنيات في هذا البحث :




تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
 
التعديل الأخير:
البوابة الأولى : الروح سجينة في الدماغ والدماغ سجين في الجرة

الدماغ المعزول Isolated Brain هو نموذج زمني لإحدى الحالات الممكنة للتحكم بوجود الروح باستخدام ارتباط الدماغ معها، يمكن تحقيق هذا التقييد استناداً إلى آلية عمل الدماغ المادية وبقاء الروح في ارتهانه، في هذه الحالة يكون تقييد الروح أو الذات محققاً عبر عزل الدماغ الحي الذي يقيد الروح عن البيئة المادية الخارجية الأساسية ( مهما كان شكلها ) وعن جسد الكائن نفسه وتقييد هذا الدماغ ببيئة أخرى، مما يقطع الاتصال الحسي بالعالم الذي كان يراه ويحسه عبر منافذ جسده، ومن الممكن حينها صنع محاكاة زمنية لحياة افتراضية لا تمت للواقع الأساسي بصلة، وهذا يحتاج إلى توفير بيئة بديلة عن البيئة الأصلية وآلة تغذي الدماغ وتوفر حاضنة له عوضاً عن الجسد.

وبشكل أكثر تجريداً يمكن أن نقول إن الروح ترتبط بشي وسيط بينها وبين الواقع الحقيقي ، ومن يتحكم بهذا الشي الوسيط يمكنه توجيه الروح وعزلها عن الواقع الحقيقي الذي تتصل به عبر هذا الوسيط ، ففي النهاية قد لا يكون الوسيط نوعاً من الدماغ الذي نعرفه، خاصة وأن الواقع الحقيقي ليس مجرد إشارات كهربائية يترجمها الدماغ دون إدراك لحقيقتها.

يمكن تصوير الأمر على النحو التالي :

  • أن هناك حاملاً للذات الحقيقية ( الروح) منفصلاً عنها ويشكل صلة الوصل بين إدراكها وتفاعلها وبين العالم الحقيقي ( الأصل ).​
  • وأن هذا الحامل يسمح للروح بالاتصال بالعالم الحقيقي من خلاله فقط.​
  • وأن عزل اتصال هذا الحامل الوسيط عن العالم الحقيقي وربط اتصاله بعالم افتراضي أو بمحاكاة زمنية غير حقيقية، يمكن أن يجعل الروح تنسى ذلك العالم الأصل وتقع تحت تقييد العالم الجديد وتفاعلاته وعلاقاته وتعزيزاته ومكافآته ومتناقضاته.​
فإذا قلنا إن الذات الحقيقية هي أ والعالم الحقيقي هو مجموعة أ ، والوسيط ب ، وإدراك الذات للعالم هو ج وتفاعلها مع العالم هو د، فإن تغيير ج ود لا يعتمد على تغيير أ ومجموعة أ، بل على التأثير على (ب)، وهذا التأثير الممارس على ب من شأنه أن يغير ج ود يخلق عالماً جديداً يمكن تسميته بالمجموعة ج أو المجموعة د ، أو المجموعة ج-د.

إذن ، أ المعزولة عن الحقيقة ، تتصل بعالم افتراضي (مجموعة ج-د) ، وهي مجموعة جزئية ومقيدة ومشوهة من العالم الحقيقي (مجموعة أ) والسبب في كل ذلك أن الوساطة ب عزلت بين أ والحقيقة، وربطت بينها وبين ج-د (العالم الافتراضي الجزئي).



الصورة النموذجية لدماغ معزول عن العالم الحقيقي ومربوط بمحاكاة حاسوبية
الروح الأسيرة في الدماغ ترى أشياء يصنعها الحاسوب المتصل به وتعتقد أنها ترى الحقيقة

الدماغ المعزول أحد أشكال "السيطرة الزمنية المطلقة" على الأرواح في الزمن المادي ، إذا أنك تستطيع عزله عن الواقع الأساسي المشترك بينكما عزلاً كاملاً، وتوفير واقع بديل من خلال المحاكاة الرقمية التي تصل إلى الدماغ على هيئة نبضات كهربائية تحاكي الإشارات الأصلية التي كان يترجمها الدماغ من الواقع المادي المشترك بينكما.

ومع ذلك فلا ينبغي فهم الموضوع من هذا المشهد وحده، فيمكننا أن نقوم بفهم العلاقة السابقة على نحو أكثر تجريداً ومطلقية، فالدماغ يرمز في عالمنا للوسيط التفاعلي بين الروح والعالم المادي، ولكن الوسيط في العالم الأصل لا يجب أن يكون دماغياً أو حتى مادياً بالمعنى الذي نفهمه، قد يكون شيئاً غير موجود في مفاهيم عالمنا الحالي، بما أنه افتراضي بالكامل فمن الطبيعي أن هناك أشياء تنتمي للحقيقة لا يعبر عنها ولو على نحو التصوير، ومع ذلك فالوظيفة الوجودية للدماغ بالنسبة للحياة، يمكن أن تكون أكثر شمولية وكلانية إذا فهمنا أن الدماغ هو (الوسيط) وأن العالم الحالي يحتاج إلى وسيط يشابه الدماغ، بينما العالم الأصلي قد لا يكون وسيطه ذو قوام مشابه للدماغ.

العالم الحالي الذي تراه، يعلن لك أنه افتراضي مباشرة، لأنك لا تستطيع التيقن من مطابقته لنفس الأمر، أي أن ما تراه لا يكفي لنفي صحة قضية ( المادة لا وجود لها ) أو بتعبير دقيق

_ ( وجود الأشياء المادية وعدم جودها أو وهميتها لا يتوقف إلا على مدى اكتراثك به)

– كل من الوهم والواقع المادي لا يحملان معنىً ذاتياً وقيمة جوهرية مستقلة عن التفاعلات بينك وبينهما، كلاهما نفس الشيء مساويان في وجودهما لوجود لعبة الكترونية، ولا يختلفان إلا بمدى شدة تفاعلك الموضوعي مع أحدهما،

_ ليس هناك حقيقة ذاتية في الوجود المادي لا تعتمد واقعيتها على مقدار التفاعل الموضوعي بينك وبينها



إذا كانت معرفتك بالعالم مادية بالكامل، ليس ممكناً نفي صدق ما تقوله هذه القضايا الوجودية والمعرفية على الواقع المادي الذي أمامك، لا من الناحية العقلية ولا من الناحية الإدراكية، فأنت لا تدرك أن المادة حقيقة عندما تجرّد الإدراك من الأبعاد غير المادية كالحدس، ولا يسعك إثبات أنها حقيقة بالاستناد إلى استدلال عقلي له مقدمات تنتمي للواقع المادي نفسه ( لأن هذا استدلال دائري من فئة : عالم المادة حقيقة، وعالم المادة يقول أن المادة حقيقة إذن عالم المادة حقيقة ).
مقالك ياصديقي غني وكثيف ومتعب للامانة ..
تلخيص ما تكلمتَ عنه اننا نستطيع بطريقة ما توجيه الروح الى هدف محدد مسبقا عن طريق وسيط غير الدماغ البشري، وفكرتك صحيحة تماما وتطبق اصلا في العالم اليوم بشكل سري تحت مسمى الذكاء الاصطناعي.
ولكن تعقيبي هو ان الروح لا تُأسَر ولا تُحدَّد..فهي المنبع الطاقي الذي يصدر منه كل شيئ في الانسان، هي الطاقة المتدفقة للعقل كافكار ومن ثم الجسد كافعال،
وبالعملية التي شرحتها يمكن عمليا تنفيذ متطلبات الروح على الواقع بطريقة جديدة، ولابأس في ذلك ولكن برايي الافضل للجميع ان يستمروا في السير على خطة الخلق الاساسية والفطرية بالانسان، فتكوين الانسان من روح وعقل وجسد هو التكوين الأمثل لتحقيق الرسالة والهدف من خلق الانسان ككل على الارض..

تحياتي لك
 
البوابة الأولى : الروح سجينة في الدماغ والدماغ سجين في الجرة

الدماغ المعزول Isolated Brain هو نموذج زمني لإحدى الحالات الممكنة للتحكم بوجود الروح باستخدام ارتباط الدماغ معها، يمكن تحقيق هذا التقييد استناداً إلى آلية عمل الدماغ المادية وبقاء الروح في ارتهانه، في هذه الحالة يكون تقييد الروح أو الذات محققاً عبر عزل الدماغ الحي الذي يقيد الروح عن البيئة المادية الخارجية الأساسية ( مهما كان شكلها ) وعن جسد الكائن نفسه وتقييد هذا الدماغ ببيئة أخرى، مما يقطع الاتصال الحسي بالعالم الذي كان يراه ويحسه عبر منافذ جسده، ومن الممكن حينها صنع محاكاة زمنية لحياة افتراضية لا تمت للواقع الأساسي بصلة، وهذا يحتاج إلى توفير بيئة بديلة عن البيئة الأصلية وآلة تغذي الدماغ وتوفر حاضنة له عوضاً عن الجسد.

وبشكل أكثر تجريداً يمكن أن نقول إن الروح ترتبط بشي وسيط بينها وبين الواقع الحقيقي ، ومن يتحكم بهذا الشي الوسيط يمكنه توجيه الروح وعزلها عن الواقع الحقيقي الذي تتصل به عبر هذا الوسيط ، ففي النهاية قد لا يكون الوسيط نوعاً من الدماغ الذي نعرفه، خاصة وأن الواقع الحقيقي ليس مجرد إشارات كهربائية يترجمها الدماغ دون إدراك لحقيقتها.

يمكن تصوير الأمر على النحو التالي :

  • أن هناك حاملاً للذات الحقيقية ( الروح) منفصلاً عنها ويشكل صلة الوصل بين إدراكها وتفاعلها وبين العالم الحقيقي ( الأصل ).​
  • وأن هذا الحامل يسمح للروح بالاتصال بالعالم الحقيقي من خلاله فقط.​
  • وأن عزل اتصال هذا الحامل الوسيط عن العالم الحقيقي وربط اتصاله بعالم افتراضي أو بمحاكاة زمنية غير حقيقية، يمكن أن يجعل الروح تنسى ذلك العالم الأصل وتقع تحت تقييد العالم الجديد وتفاعلاته وعلاقاته وتعزيزاته ومكافآته ومتناقضاته.​
فإذا قلنا إن الذات الحقيقية هي أ والعالم الحقيقي هو مجموعة أ ، والوسيط ب ، وإدراك الذات للعالم هو ج وتفاعلها مع العالم هو د، فإن تغيير ج ود لا يعتمد على تغيير أ ومجموعة أ، بل على التأثير على (ب)، وهذا التأثير الممارس على ب من شأنه أن يغير ج ود يخلق عالماً جديداً يمكن تسميته بالمجموعة ج أو المجموعة د ، أو المجموعة ج-د.

إذن ، أ المعزولة عن الحقيقة ، تتصل بعالم افتراضي (مجموعة ج-د) ، وهي مجموعة جزئية ومقيدة ومشوهة من العالم الحقيقي (مجموعة أ) والسبب في كل ذلك أن الوساطة ب عزلت بين أ والحقيقة، وربطت بينها وبين ج-د (العالم الافتراضي الجزئي).



الصورة النموذجية لدماغ معزول عن العالم الحقيقي ومربوط بمحاكاة حاسوبية
الروح الأسيرة في الدماغ ترى أشياء يصنعها الحاسوب المتصل به وتعتقد أنها ترى الحقيقة

الدماغ المعزول أحد أشكال "السيطرة الزمنية المطلقة" على الأرواح في الزمن المادي ، إذا أنك تستطيع عزله عن الواقع الأساسي المشترك بينكما عزلاً كاملاً، وتوفير واقع بديل من خلال المحاكاة الرقمية التي تصل إلى الدماغ على هيئة نبضات كهربائية تحاكي الإشارات الأصلية التي كان يترجمها الدماغ من الواقع المادي المشترك بينكما.

ومع ذلك فلا ينبغي فهم الموضوع من هذا المشهد وحده، فيمكننا أن نقوم بفهم العلاقة السابقة على نحو أكثر تجريداً ومطلقية، فالدماغ يرمز في عالمنا للوسيط التفاعلي بين الروح والعالم المادي، ولكن الوسيط في العالم الأصل لا يجب أن يكون دماغياً أو حتى مادياً بالمعنى الذي نفهمه، قد يكون شيئاً غير موجود في مفاهيم عالمنا الحالي، بما أنه افتراضي بالكامل فمن الطبيعي أن هناك أشياء تنتمي للحقيقة لا يعبر عنها ولو على نحو التصوير، ومع ذلك فالوظيفة الوجودية للدماغ بالنسبة للحياة، يمكن أن تكون أكثر شمولية وكلانية إذا فهمنا أن الدماغ هو (الوسيط) وأن العالم الحالي يحتاج إلى وسيط يشابه الدماغ، بينما العالم الأصلي قد لا يكون وسيطه ذو قوام مشابه للدماغ.

العالم الحالي الذي تراه، يعلن لك أنه افتراضي مباشرة، لأنك لا تستطيع التيقن من مطابقته لنفس الأمر، أي أن ما تراه لا يكفي لنفي صحة قضية ( المادة لا وجود لها ) أو بتعبير دقيق

_ ( وجود الأشياء المادية وعدم جودها أو وهميتها لا يتوقف إلا على مدى اكتراثك به)

– كل من الوهم والواقع المادي لا يحملان معنىً ذاتياً وقيمة جوهرية مستقلة عن التفاعلات بينك وبينهما، كلاهما نفس الشيء مساويان في وجودهما لوجود لعبة الكترونية، ولا يختلفان إلا بمدى شدة تفاعلك الموضوعي مع أحدهما،

_ ليس هناك حقيقة ذاتية في الوجود المادي لا تعتمد واقعيتها على مقدار التفاعل الموضوعي بينك وبينها



إذا كانت معرفتك بالعالم مادية بالكامل، ليس ممكناً نفي صدق ما تقوله هذه القضايا الوجودية والمعرفية على الواقع المادي الذي أمامك، لا من الناحية العقلية ولا من الناحية الإدراكية، فأنت لا تدرك أن المادة حقيقة عندما تجرّد الإدراك من الأبعاد غير المادية كالحدس، ولا يسعك إثبات أنها حقيقة بالاستناد إلى استدلال عقلي له مقدمات تنتمي للواقع المادي نفسه ( لأن هذا استدلال دائري من فئة : عالم المادة حقيقة، وعالم المادة يقول أن المادة حقيقة إذن عالم المادة حقيقة ).
مقالك ياصديقي غني وكثيف ومتعب للامانة ..
تلخيص ما تكلمتَ عنه اننا نستطيع بطريقة ما توجيه الروح الى هدف محدد مسبقا عن طريق وسيط غير الدماغ البشري، وفكرتك صحيحة تماما وتطبق اصلا في العالم اليوم بشكل سري تحت مسمى الذكاء الاصطناعي.
ولكن تعقيبي هو ان الروح لا تُأسَر ولا تُحدَّد..فهي المنبع الطاقي الذي يصدر منه كل شيئ في الانسان، هي الطاقة المتدفقة للعقل كافكار ومن ثم الجسد كافعال،
وبالعملية التي شرحتها يمكن عمليا تنفيذ متطلبات الروح على الواقع بطريقة جديدة، ولابأس في ذلك ولكن برايي الافضل للجميع ان يستمروا في السير على خطة الخلق الاساسية والفطرية بالانسان، فتكوين الانسان من روح وعقل وجسد هو التكوين الأمثل لتحقيق الرسالة والهدف من خلق الانسان ككل على الارض..

تحياتي لك
 
مقالك ياصديقي غني وكثيف ومتعب للامانة ..
تلخيص ما تكلمتَ عنه اننا نستطيع بطريقة ما توجيه الروح الى هدف محدد مسبقا عن طريق وسيط غير الدماغ البشري،

أرى بأنك لم تقرأ جيداً ما كتبته في المقال، أعد القراءة بتأنّي ...

الروح لا تُأسَر ولا تُحدَّد..فهي المنبع الطاقي الذي يصدر منه كل شيئ في الانسان، هي الطاقة المتدفقة للعقل كافكار ومن ثم الجسد كافعال،

ما معنى "المنبع الطاقي" ؟ هل تقصد "مصدر الطاقة" التي يستخدمها الإنسان في التفاعل مع العالم الخارجي عبر حركته الجسدية والفكرية ؟

وبالعملية التي شرحتها يمكن عمليا تنفيذ متطلبات الروح على الواقع بطريقة جديدة، ولابأس في ذلك ولكن برايي الافضل للجميع ان يستمروا في السير على خطة الخلق الاساسية والفطرية بالانسان، فتكوين الانسان من روح وعقل وجسد هو التكوين الأمثل لتحقيق الرسالة والهدف من خلق الانسان ككل على الارض..

أرى بأن كلامك يشوبه العمومية والهيولى ، من الذي حدد رسالة وهدف خلق الإنسان ككل على الأرض ؟ وكيف عرفتَ عنه وعن هدفه ولماذا عليك أن تتبعه وتطيعه ؟ ماذا لو لم يكن "الله الذي يمثل الجمال والحياة والقيم ونحو ذلك" هو الذي خلق الإنسان بل كان المصدر شيئاً آخر دخيلاً عليه ؟

تحياتي لك

أحييك
 
ما معنى "المنبع الطاقي" ؟ هل تقصد "مصدر الطاقة" التي يستخدمها الإنسان في التفاعل مع العالم الخارجي عبر حركته الجسدية والفكرية ؟
المنبع الطاقي هو الطاقة الكلية الخالقة، الاصل والجوهر، وهو الله او الرب في الاديان ..
عندما ندرك ان كل الحياة ومن ضمنها الانسان هي مركبات طاقية، فسيكون هناك بالتاكيد مصدر باعث لطاقة الحياة هذه بكل مافيها، هذا المصدر هو الطاقة الخالقة او المنبع الطاقة او الجوهر او سمه ماشئت
 
ما معنى "المنبع الطاقي" ؟ هل تقصد "مصدر الطاقة" التي يستخدمها الإنسان في التفاعل مع العالم الخارجي عبر حركته الجسدية والفكرية ؟
المنبع الطاقي هو الطاقة الكلية الخالقة، الاصل والجوهر، وهو الله او الرب في الاديان ..
عندما ندرك ان كل الحياة ومن ضمنها الانسان هي مركبات طاقية، فسيكون هناك بالتاكيد مصدر باعث لطاقة الحياة هذه بكل مافيها، هذا المصدر هو الطاقة الخالقة او المنبع الطاقة او الجوهر او سمه ماشئت
أرى بأن كلامك يشوبه العمومية والهيولى ، من الذي حدد رسالة وهدف خلق الإنسان ككل على الأرض ؟ وكيف عرفتَ عنه وعن هدفه ولماذا عليك أن تتبعه وتطيعه ؟ ماذا لو لم يكن "الله الذي يمثل الجمال والحياة والقيم ونحو ذلك" هو الذي خلق الإنسان بل كان المصدر شيئاً آخر دخيلاً عليه ؟
كل روح على الارض وخارجها هي نطفة طاقية من الطاقة الكلية الخالقة، وكل نطفة محملة بمعلومات وبيانات من طاقة المصدر الكلية، هذه المعلومات مشفرة بالنطفة وموجود فيها طريقة ومسار هذه النطفة الطاقية(التي نسميها في الانسان "الروح") في التجسد في العالم المطلوب الذي يتناسب مع مرحلة تطورها الحالية ويتناسب مع هدفها في الانتقال الى مستوى تطوري جديد في رحلتها الكاملة
 
عندما ندرك ان كل الحياة ومن ضمنها الانسان هي مركبات طاقية، فسيكون هناك بالتاكيد مصدر باعث لطاقة الحياة هذه بكل مافيها، هذا المصدر هو الطاقة الخالقة او المنبع الطاقة او الجوهر او سمه ماشئت

وماذا تكون الطاقة الخالصة ؟

هل تعتقد أنها شيء من قبيل "الدفع نحو الحركة" ؟ أم أن وجودها يسبق الوجود المتحرّك ؟

كل روح على الارض وخارجها هي نطفة طاقية من الطاقة الكلية الخالقة، وكل نطفة محملة بمعلومات وبيانات من طاقة المصدر الكلية، هذه المعلومات مشفرة بالنطفة وموجود فيها طريقة ومسار هذه النطفة الطاقية(التي نسميها في الانسان "الروح")

ولكن المعلومات ذات طبيعة سكونية .. أي أنها موجودة دون أن يحركها شيء نحو الوجود ، والكائنات الكونية لها جانب فاعل (طاقة) يقوده جانب عقلي (ماهية) فتنشأ المادة أليس كذلك ؟

إذن لا يمكن رد كل شيء نحو الطاقة، الماهيات كائنات غير تفاعلية (على الأقل تفاعلاتها لا تعتمد على الحركة والتغيير) والطاقة المُحرّكة لا يمكنها إنشاؤها...
 
أرى بأنك تستطيع أن تتعامل مع المفاهيم الباطنية بطريقة سلسة ...

آمل أن تلقي نظرة على هذا المقال :

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

المبدأ الذي يقول أن الوجود الفعلي انبعث من "الحركة" يستلزم أن يكون الوجود ضباباً من الهلوسة التي لا حقيقة من وراءها، هذه هي الصيغة "الناضجة" والمُكتملة للمذهب المادي الذي يصل في النهاية إلى تكوين نظرية روحانية ذات أسس مادية.

النار والحركة هما وجهين لنفس المبدأ الكوني..

إذا كان كل شيء طاقة بمعنى "مكوّناً من حركة مادية" ولا شيء وراءها، ففضلاً عن الإشكاليات النظرية، مثل "من أين جاءت المعلومات والماهيات" أو "لماذا للكون هيكل وقوانين" فإن كل شيء هو لاشيء أيضاً، فقط "فعل"..

وحين تنقطع الأفعال ... تنعدم الأشياء

فالوجود هو الإحساس بالفاصل بين الفعل والفعل ...

أو هو الانشغال بالعوارض والأفعال التي تعرض على اللاشيء ...

المحافظة على الوجود تستدعي المحافظة على استمرار تيار الفعالية الموضوعي، فمتى ما توقفت الفعالية عن التدفق توقف الزمن عن التحريك واستحالت الكائنات إلى العدم...

وحتى يستمر التفاعل يجب أن تستمر الأضداد بالوجود معاً ، الخير والشر والحق والباطل والنور والظلام...

فإذا زال الخير تماماً فسيتوقف الزمن ويزول الوجود ...

تماماً كحال زوال الشر ...

بالإضافة إلى ذلك، كل حركة لا تتبع مساراً منتظم ستؤدي إلى "بعثرة للنظام" الذي تحدث فيه، وهذا هو السبب في نزوع الأنظمة الفيزيائية نحو التفكك التدريجي ، لأنها تمر بتحرّكات خارجأنظمتها الأساسية ، والطريقة الوحيدة للحفاظ على نظام ما هي جعل حركته منتظمة على نحو مطلق ، يغلق عليه كافة المنافذ مع البيئة الخارجية.

هذا ما يسمى فيزيائياً بقانون (الانتروبيا الثاني) الذي ينص على أن الحرارة (وهي نتيجة للحركة) تترافق مع زيادة الفوضى في النظام.

إن الرضى بالتفكك والعود الأبدي ضروري لكي يستمر هذا العالم كما هو عليه.. ولن يكون أكثر...

وكل ما يمكن أن تنشده في هذا العالم المبني على العبث والشر كضرورة للوجود، هو الاستمتاع الأبدي بخوض التجارب المادية النارية المتنوعة دون اكتراث بأي شيء آخر غير متعتك الجسدية ( أو المتعة التي تعجبك أياً كانت) لأن أي شيء آخر لن يكون له معنى....

ربما القارئ يتفهم الآن سبب التحذير المستمر من التساهل مع المادية ومع الباطنية النارية، وأنها بوابة سريعة نحو التورط بالجحيم.

هذا هو جوهر كل من المادية ومن المذهب الباطني الناري (الهرمسية النارية).

ولكن ...

ما أريد أن أعرفه هو موقفك أنت ..

حسب ما قرأت لك، أنت تدرك هذه الأمور جيدا، مما يعني أن لديك موقفا من ذلك، وقرأت لك أن (النار ليست أصل الوجود).

إذن ، كيف تكون الحقائق نابعة من الطاقة .. ألا ترى أن الأقرب للحقيقة أن الوجود ينبعث من الحق الذاتي المطلق (أعلم أن المعنى المقصود بهذه الكلمة وما شابهها غامض، وذلك لأنه معنى روحي، يدرك بالخبرة الروحية الصافية والتفاعل القيم مع الوجود، مما يختلف عن المعاني الناتجة عن تفحص مادة العالم الظاهرية بطريقة ميتة من خلال الحواس المادية... ) ؟
 
التعديل الأخير:
أرى بأنك تستطيع أن تتعامل مع المفاهيم الباطنية بطريقة سلسة ...

آمل أن تلقي نظرة على هذا المقال :

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

المبدأ الذي يقول أن الوجود الفعلي انبعث من "الحركة" يستلزم أن يكون الوجود ضباباً من الهلوسة التي لا حقيقة من وراءها، هذه هي الصيغة "الناضجة" والمُكتملة للمذهب المادي الذي يصل في النهاية إلى تكوين نظرية روحانية ذات أسس مادية.

النار والحركة هما وجهين لنفس المبدأ الكوني..

إذا كان كل شيء طاقة بمعنى "مكوّناً من حركة مادية" ولا شيء وراءها، ففضلاً عن الإشكاليات النظرية، مثل "من أين جاءت المعلومات والماهيات" أو "لماذا للكون هيكل وقوانين" فإن كل شيء هو لاشيء أيضاً، فقط "فعل"..

وحين تنقطع الأفعال ... تنعدم الأشياء

فالوجود هو الإحساس بالفاصل بين الفعل والفعل ...

أو هو الانشغال بالعوارض والأفعال التي تعرض على اللاشيء ...

المحافظة على الوجود تستدعي المحافظة على استمرار تيار الفعالية الموضوعي، فمتى ما توقفت الفعالية عن التدفق توقف الزمن عن التحريك واستحالت الكائنات إلى العدم...

وحتى يستمر التفاعل يجب أن تستمر الأضداد بالوجود معاً ، الخير والشر والحق والباطل والنور والظلام...

فإذا زال الخير تماماً فسيتوقف الزمن ويزول الوجود ...

تماماً كحال زوال الشر ...

بالإضافة إلى ذلك، كل حركة لا تتبع مساراً منتظم ستؤدي إلى "بعثرة للنظام" الذي تحدث فيه، وهذا هو السبب في نزوع الأنظمة الفيزيائية نحو التفكك التدريجي ، لأنها تمر بتحرّكات خارجأنظمتها الأساسية ، والطريقة الوحيدة للحفاظ على نظام ما هي جعل حركته منتظمة على نحو مطلق ، يغلق عليه كافة المنافذ مع البيئة الخارجية.

هذا ما يسمى فيزيائياً بقانون (الانتروبيا الثاني) الذي ينص على أن الحرارة (وهي نتيجة للحركة) تترافق مع زيادة الفوضى في النظام.

إن الرضى بالتفكك والعود الأبدي ضروري لكي يستمر هذا العالم كما هو عليه.. ولن يكون أكثر...

وكل ما يمكن أن تنشده في هذا العالم المبني على العبث والشر كضرورة للوجود، هو الاستمتاع الأبدي بخوض التجارب المادية النارية المتنوعة دون اكتراث بأي شيء آخر غير متعتك الجسدية ( أو المتعة التي تعجبك أياً كانت) لأن أي شيء آخر لن يكون له معنى....

ربما القارئ يتفهم الآن سبب التحذير المستمر من التساهل مع المادية ومع الباطنية النارية، وأنها بوابة سريعة نحو التورط بالجحيم.

هذا هو جوهر كل من المادية ومن المذهب الباطني الناري (الهرمسية النارية).

ولكن ...

ما أريد أن أعرفه هو موقفك أنت ..

حسب ما قرأت لك، أنت تدرك هذه الأمور جيدا، مما يعني أن لديك موقفا من ذلك، وقرأت لك أن (النار ليست أصل الوجود).

إذن ، كيف تكون الحقائق نابعة من الطاقة .. ألا ترى أن الأقرب للحقيقة أن الوجود ينبعث من الحق الذاتي المطلق (أعلم أن المعنى المقصود بهذه الكلمة وما شابهها غامض، وذلك لأنه معنى روحي، يدرك بالخبرة الروحية الصافية والتفاعل القيم مع الوجود، مما يختلف عن المعاني الناتجة عن تفحص مادة العالم الظاهرية بطريقة ميتة من خلال الحواس المادية... ) ؟
وماهو تعريفك للحق الذاتي المطلق ؟
إذ أن كل ماقلتَه يعتمد على هذا الجواب ..
برايي ان ما اصطلحتَ تسمتيته بهذا الاسم ماهو الا معنى مرادف للطاقة التي قلتَ أنها ليست منبع الحقائق، ما هو منبع الحقائق صديقي ؟

انا اتعامل مع الحياة بسلاسة وبساطة كما ذكرتَ سابقا.. اراها كسلسلة، وتجاربنا فيها حلقات.. كل حلقة متصلة بالاخرى، من يتبع الحلقات يصل لنهاية السلسلة.. بهذه البساطة ..
ورؤيتي هذه اوصلتني للسير و التقدم في طريق فهمي للحياة وأصلها وأصل الخلق فيها، ابتداءا من نفسي..
للامانة لا احب التعقيدات وما اراه معقدا احاول تبسيطه، كي يفهمه غيري..
عكسك في تصليب لغتك الفيزيائية العلمية قدر ما استطعت، للامانة استصعبتُ ما كتبتَ رغم فهمي له، ولكني لا احب الامور بهذه الطريقة، وخصوصا ان التحليل العلمي دائما ما يسعى لاثبات ان المادة هي الاصل، فهو بمنطقيته وعمليته لا يعترف بالغير المرئي له، وما ابحث به ياصديقي ليس له علاقة المادة الظاهرة العلمية، لذلك لن يعترف به العلم حتى يتحول و يظهر كمادة .

أنت قدير بما تفعله، ومن الواضح انك بذلت فيه مجهود عظيما، لذلك تستحق التقدير والاحترام سواء اتفقنا بالنقاش او اختلفنا به ..
تحياتي لك مجددا
 
وماهو تعريفك للحق الذاتي المطلق ؟

الوجود الذي يكون حاضراً بذاته ، من غير وسيط مادي أو ذهني ينقل صورته إليك أو يخبرك عنه ...

نحن نعيش في زمن الغياب ، ولا يراد لأحد منا أن يخرج من هذا الزمن ، ومهما تطورتم روحياً في زمانكم هذا فستبقون محدودين وستبقى الحقيقة غائبة عنكم، وأرى بأنكم بدأتم فعلياً بالرضى بنسيان معنى "الحقيقة"..

كل نظرياتكم على موقع سايكوجين لن تجدي نفعاً خارج إطار الإثارة والحماس، أنتم تعتقدون أن البحث عن الحقيقة رفاهية لا يسمح بها العصر..

ولكن البحث عن الحقيقة هو بحث عن كل القيم المطلقة التي تتجاوز حدود السرديات، مثلاً، الحب الحقيقي يجب أن يكون أكثر من "ما تشعره"، تجاه صورة ذهنية لشخص ما، ولن تحس بالحب الحقيقي وأنت تعتقد أن العالم الظاهري، هو منتهى الوجود، وأنك مكون من ذرات متحركة..

لأن الاتصال الحيوي بينك وبين المعاني انقطع، صحيح أنك تختبر اللذات، وتحصد النتائج، ولكن لا يوجد معنىً لذلك لأنك تساوي بين الحقيقة والسراب، فيكون الحب مجال تجريب وأنانية، وقس على ذلك كل شيء ... كل شيء.

البحث عن الحقيقة المطلقة ليس رفاهية بالنسبة لصاحب الضمير الحي، رغم كل الاستهزاء اللانهائي به، وظهوره بمظهر طفولي، ولكن ، هو أراد صدقاً، وحياة، لا نتائج ... لا سرديات ... ولا قفصاً يحجب عنه الذين يحبهم والذين ذهبوا ...

لا تعريف لدي للحق المطلق، لأن التعريف يعني الإشارة لى الشيء، والحق المطلق ليس شيئاً يمكن الإشارة إليه، ولكن ، يمكن الاصتال به، والفناء معه، حين تتوقف اللغة عن الحديث.
 
لا أدري كيف أشرح لكم هذا، لأني كلما حاولت شرحه يضيق صدري كثيراً ولا أعود قادراً على التنفس ...

ولكن ...

هناك قوة ما ، لا أعلم إن كانت واعية أم لاشعورية، تريد أن تُفقد الأرواح الاتصال ب"المعنى" وتُلزمهم بالتعايش مع واقع خالي ، مبني على المنافسة والافتراس، ليس لأن تلك الأمور ضرورية، بل لأن الناس فقدوا القدرة على التواصل مع القيم وفقدوا ثقتهم بها، وسينقسم الناس إلى "الزهور" و"الخنازير البرية"

مفهوم الزهرة " في التقمص حسب الكينياء" هو الروح اللطيفة جداً والتي لم تحتمل قسوة العالم، إلى الدرجة التي جعلتها تتخلى عن إرادتها على نحو مطلق، يائسة من التغيير، تنبت كالزهرة، لا تعرف إلا العطاء وتحاول حجب كل شيء قاس عن إدراكها الذي تخلى ذكورته.

مفهوم "الخنزير البري حسب التقمص والكينياء" هو الكائن الذي يدوس على الزهرة، وهذا مختلف عن مفهوم الافتراس، فالخنزير لا يحتاج إلى أن يدوسها... بل يفعل ذلك عبثاً.

استمراركم بالتهاون بخصوص موضوع الحقيقة المطلقة سيجعل العالم منقسماً بهذه الطريقة، ولن تحصدوا إلا شيئاً واحداً وهو "التكفكك الوجودي" ففي النهاية سيزول كل هذا الكون تدريجياً ويصبح خاضعاً نحو اللاشعور...

لا أزال أذكر صرخاتها .. مقيدة بالسلاسل، وصلت تلك الروح إلى الحد الذي يئست فيه من مقاومة الشياطين، حتى أصبحوا يعبثون بوجودها ونسيت أن لها الحق في الرفض، تفتحت جثتها على شكل زهرة حُرمت من الحياة، من دون أن يكون ذلك ضرورياً..

هذه هي حقيقة العالم الذي تعيش فيه ...
إني غير معقد ، ولكن ما أرغب إليه لا يمكن نيله بالبساطة ...

لأنه مسؤولية تجاه الوجود ...

وحسب الرغبة يكون الطريق ...
 
وماذا تكون الطاقة الخالصة ؟

هل تعتقد أنها شيء من قبيل "الدفع نحو الحركة" ؟ أم أن وجودها يسبق الوجود المتحرّك ؟


ولكن المعلومات ذات طبيعة سكونية .. أي أنها موجودة دون أن يحركها شيء نحو الوجود ، والكائنات الكونية لها جانب فاعل (طاقة) يقوده جانب عقلي (ماهية) فتنشأ المادة أليس كذلك ؟

إذن لا يمكن رد كل شيء نحو الطاقة، الماهيات كائنات غير تفاعلية (على الأقل تفاعلاتها لا تعتمد على الحركة والتغيير) والطاقة المُحرّكة لا يمكنها إنشاؤها...
لنقل ان المعلومات داخل النطفة
الوجود الذي يكون حاضراً بذاته ، من غير وسيط مادي أو ذهني ينقل صورته إليك أو يخبرك عنه ...

نحن نعيش في زمن الغياب ، ولا يراد لأحد منا أن يخرج من هذا الزمن ، ومهما تطورتم روحياً في زمانكم هذا فستبقون محدودين وستبقى الحقيقة غائبة عنكم، وأرى بأنكم بدأتم فعلياً بالرضى بنسيان معنى "الحقيقة"..

كل نظرياتكم على موقع سايكوجين لن تجدي نفعاً خارج إطار الإثارة والحماس، أنتم تعتقدون أن البحث عن الحقيقة رفاهية لا يسمح بها العصر..

ولكن البحث عن الحقيقة هو بحث عن كل القيم المطلقة التي تتجاوز حدود السرديات، مثلاً، الحب الحقيقي يجب أن يكون أكثر من "ما تشعره"، تجاه صورة ذهنية لشخص ما، ولن تحس بالحب الحقيقي وأنت تعتقد أن العالم الظاهري، هو منتهى الوجود، وأنك مكون من ذرات متحركة..

لأن الاتصال الحيوي بينك وبين المعاني انقطع، صحيح أنك تختبر اللذات، وتحصد النتائج، ولكن لا يوجد معنىً لذلك لأنك تساوي بين الحقيقة والسراب، فيكون الحب مجال تجريب وأنانية، وقس على ذلك كل شيء ... كل شيء.

البحث عن الحقيقة المطلقة ليس رفاهية بالنسبة لصاحب الضمير الحي، رغم كل الاستهزاء اللانهائي به، وظهوره بمظهر طفولي، ولكن ، هو أراد صدقاً، وحياة، لا نتائج ... لا سرديات ... ولا قفصاً يحجب عنه الذين يحبهم والذين ذهبوا ...

لا تعريف لدي للحق المطلق، لأن التعريف يعني الإشارة لى الشيء، والحق المطلق ليس شيئاً يمكن الإشارة إليه، ولكن ، يمكن الاصتال به، والفناء معه، حين تتوقف اللغة عن الحديث.
انت تطيل المفاهيم وتدورها وتاخذها في كل الاتجاهات كي تعطيها نكهة عميقة وعصية على فهم معظم من يقرا ..
يا صديقي انت ناقضت نفسك بنفسك عندما قلت اننا توقفنا عن سعينا للحقيقة ..
اتكلم عن نفسي على الاقل، فانا كل ما ابحث به وما اصله من نتائج ودلائل فهو في طريقي لاكتشاف الحقيقة، على عكسك عندما قلتَ :
"..ولكن البحث عن الحقيقة هو بحث عن كل القيم المطلقة التي تتجاوز حدود السرديات، مثلاً، الحب الحقيقي يجب أن يكون أكثر من "ما تشعره"، تجاه صورة ذهنية لشخص ما، ولن تحس بالحب الحقيقي وأنت تعتقد أن العالم الظاهري، هو منتهى الوجود، وأنك مكون من ذرات متحركة.."

حلل كلامك في البداية..
لقد صنعت فوضى في مناقضة وعدم فهم نفسك.. لم يدل كلامك على أنك تؤمن بالطريق الروحي او الداخلي او الطاقي لايصالك للحقيقة، ام انك لا تؤمن سوى بالظاهري المادي الملموس ؟!.
اريد معرفة رؤيتك للحقيقة كي افهمك ...

وقولك : نحن نعيش في زمن الغياب ، ولا يراد لأحد منا أن يخرج من هذا الزمن ، ومهما تطورتم روحياً في زمانكم هذا فستبقون محدودين وستبقى الحقيقة غائبة عنكم، وأرى بأنكم بدأتم فعلياً بالرضى بنسيان معنى "الحقيقة"..

هل انت تبحث عن معنى فعلا ؟ ام ان الجدليات العقيمة تاسرك لكونها صعبة الخوض فهي في النهاية عقيمة؟ ..اظن ذلك مغري لدماغك ...
وكيف تحكم على الاخرين الذين لا تعرف دواخلهم بانهم نسوا الحقيقة او اعتبروها ترفا فكريا لايريدون الخوض به ؟
الانسان في رحلة بحث عن الحقيقة لكي يتطور...
الانسان بشكل فطري باحث عن الحقيقة سواء كان مدركا لذلك او لم يكن.. انت ايضا تبحث عن حقيقة .. ولكن ماتبحث عنه تبعده عنك بنفسك.. انت تبحث عن حقيقة لا تريد الوصول اليها، وتطيل المسافة بينك وبينها كلما اقتربتَ منها...
هذه دائرة مفرغة من التفكير يغذيها التناقض بحجة الوصول للحقيقة...
هذا ابعد مايكون عن الوصول للحقيقة ياصديقي ..
 
انت تطيل المفاهيم وتدورها وتاخذها في كل الاتجاهات كي تعطيها نكهة عميقة وعصية على فهم معظم من يقرا ..

الكتابات التي أنشرها غير موجهة للمتدئين، وكما أن معظم المتمكنين من العلوم الباطنية يجدون صعوبة في فهمها،

السبب في ذلك أنها تتعارض مع "منهج التلقي" بحيث أن كل قضية يتم تقديمها يجب أن تكون صادرة من "إدراك مباشر" أو "برهان مبني على إدراك مباشر" ولا يدخل أي عامل بشري في بناء المقالة علمياً، بما ذلك أنا شخصياً، مثلاً، لا يجب أن يكون مصدري في شرح العناصر الخمسة هو "ما تقوله الهرمسية" بل ما يكشفه الكون للإدراك، ولا يجب أن يكون دليل هو "المعرفة التقليدية للكابالا" بل "الهيكل الكوني" نفسه.

وإذا كانت ما أقوله غير ثابت بهذه الطريقة فعلي أن أنوه على أنه "احتمال" ...

بالإضافة إلى ذلك، المعاني الروحية حسب الكينياء والكلانية هي معاني بنيوية، يمكنك إدراكها تماماً كما تدرك الصوت والضوء، لا يجب أن تكون المعاني الروحية "غائبة" عن الإدراك، مثل دمج مفهوم الروح بالطاقة، وكلاهما شيء لا يمكنك إدراكه بما هو بحد ذاته.

خروج النظريات التي قدمتها عن المألوف والمتعارف عليه في العلوم الباطنية، مثل أن أصل الوجود هو "النار" بينما أقول أصل الوجود هو "ما يتجاوز العناصر وينطوي على كلانيتها" أو مثل فهمهم للوجود على أنه زمن فعلي متصرم لانهائي، بينما تنص الكينياء على أن الوجود الفعلي (والزمن الفعلي) هو نتيجة لقصور الإدراك الإنساني، بينما الزمن الحقيقي متوقف ولا حركة فيه ، لأنه أصلاً لا يحتاج إلى الحركة.

هذا الخروج ليس شيئاً يمكنك إحرازه بمجرد أن ترغب أن تكون مختلفاً، لأنه نتيجة لبحوث طويلة ومرهقة جداً تستمر لسنوات وتصول لنتائج مبنية على مقدماتها، بحيث أن ترابطها المنطقي يفرض نفسه، وكما ترى ، ما أقدمه رغم أني لا أعلن هويتي، ورغم أنه في المجتمع العربي الذي ليس فيه اهتمام عميق بهذه الأمور، ورغم أن وسائلي محدودة في النشر، ولكنه أحدث وقعه ... ورغم كل المحاولات من أجل تجاهله أو "تعمية تأثيره".

ما قدمته لم يكن ينتمي للتيار السائد، بل لم يكن يتصل به بأي نقطة، وهذا يجعلني أبدو مميزاً جداً، وحتى أخفف من هذا التمييز اضطررت لخفض جودة مقالاتي، ونقاش قضايا تقترب للعقل الجمعي، واستخدام مصطلحات أقرب للغة الناس، مثل المصطلحات الفيزيائية التقليدية، وحتى لا يبدو وكأنني مميز، قررت أن أنشر بهوية خفية على الانترنت.

لا يمكن لشخص يريد الظهور بمظهر مميز أن يفوت على نفسه مثل هذه الفرص، ما قدمته لن يتم تقديمه مرة أخرى إلى الأبد، وهناك سر في ذلك..

نصحية صادقة ...

لا يمكن أن تقرأ لي بشكل صحيح دون أن تتقبلني كمعلم، أو تجرد النص من شخصية كاتبه وهذا هو الحل المثالي، لكن إن أنت تعتقد أنك معلم ، لا تحتاج للمزيد من العلم ... فلن تستفيد شيئاً من القراءة لي.

لن تجد عند البشر شيئاً من ما أقدمه ولو طفت الأرض بأسرها، من حيث المستوى العلمي والدقة، عندما يكون الموضوع جدياً حقاً.

أعرف نوايا الآخرين بطريق معين.. لا يمكنهم خداعي.

وأستطيع تحليل شخصياتهم عندما أكون هادئاً، حتى أبعد نقطة...

وهذا ليس تفاخراً، هذه حقيقة، قد لمسها الكثيرون...

يا صديقي انت ناقضت نفسك بنفسك عندما قلت اننا توقفنا عن سعينا للحقيقة ..
اتكلم عن نفسي على الاقل، فانا كل ما ابحث به وما اصله من نتائج ودلائل فهو في طريقي لاكتشاف الحقيقة

ما الذي تعنيه كلمة "الحقيقة" بالنسبة لك ؟

هل تعني الحقيقة النهائية المطلقة التي تُعدم الشك والارتياب باليقين الذي سيغدو فيه العالم الحالي مملاً وكئيباً وستبدو التجارب الحياتية عبثاً ليس له أي داعي، كأي فعل آخر... ليس للفعل داع من الأصل ؟

أم تعني "حقيقة التجارب اللانهائية" التي ستخوضها إلى الأبد في كونك المُغلق هذا ؟

بالتأكيد تعني لك المعنى الثاني، لأن المعنى الأول لا يتحقق في حالة بقاء الإنسان إنساناً، ويجب أنك تعلم هذا بما أنك متعمق في الباطنيات نوعاً ما، لأنك حينها ستعلم أن الحجاب بين الأإنسان والحقيقة هو نتيجة لحدود الإنسان الوجودية، بحيث أنه لن يعلم الحقيقة أبداً لأنه إنسان، نفس السبب الذي يمنعه من معرفتها في اي لحظة من الماضي سيمنعه من معرفتها في آفاق المستقبل اللانهائية.

لأن المشكلة بنائية، الحقيقة ليست "معلومة إضافية" بل ، مُكاشفة وتخطي للماهية التي لا تسمح بالاتصال مع الحقائق، وياليتك فقط تعلم ذلك بوعي على الأقل، وإذا أدركت ذلك، ستدرك لماذا حكمتُ على "نياتكم جميعاً" ولن أكون أفضل حالاً إذا كنت إنساناً، إذ أن القضية ليست قضية أنا وأنتم، بل هي قضية ماهية الإنسان مقابل التحرر منها، إلى ماهية وجودية تستطيع الاتصال بالحقيقة والحياة الحقيقية، خارج الحدود المتاحة للتجربة البشرية.

تحياتي.
 
التعديل الأخير:
لا يمكن أن تقرأ لي بشكل صحيح دون أن تتقبلني كمعلم
هذا فعلا ما ظننتهُ، انت تحاول الحفاظ على وجودك بمرتبة عالية بأعين الناس، لا تريد النزول الى مستوى الناس واذا نزلت تحافظ على فاصل معين عنهم..
من يقول عن نفسه معلم يجب ان يعرف معنى المفردة اولا اليس كذلك ؟
أليس المعلم هو من يوصل المعلومات للناس وبالتالي يساعد الناس برفع مستوياتهم،
وهذا المعلم يجب ان يكون قريب من الناس، على الاقل فكريا، حيث أن المعلومات لا تصل للبسطاء الا بتبسيطها، وهذا ما تفعل عكسه تماماً !
فكيف تدّعي بانك معلم وانت تطرح رؤاك بأعقد اسلوب ممكن للفهم عند الناس؟
انت لم تتجاوز الخطوة الاولى في كونك معلم..
ثم ان المعلم لا يقول عن نفسه معلم.....
كلنا مازلنا نتعلم وسنبقى ..
 
يا سيد الأحجار
انا ليس عندي مشكله في تقبلك كمعلم دون اخذ الموضوع باعتبارات شخصيه ، فانا اعلم ان كل شئ متوقف علي طريقة تعاملي معه بسلبيه او ايجابيه
واعلم ان الكبقات العليا لا تحوي اي من الصفات الانسانيه كالتكبر والغرور الخ ..
ولكن ارغب منكم في محاولة تبسيط الفكرة في حال اردتم ان يستفيد الجميع ، فكل منا مبتدي مهما وصل وعيه بما يدور حوله ، وكلنا محجوبون عن الحقيقه لاننا هنا اصلا من اجل ان لانعرف الحقيقه .
وكما تعلم ان كل حقيقة ما هي الا نصف حقيقه.
تقبل مروري
 
انت تحاول الحفاظ على وجودك بمرتبة عالية بأعين الناس

أعين الناس لا تلاحظ وجودي أصلا..


لا تريد النزول الى مستوى الناس

نعم، لا أريد النزول لمستوى الناس


من يقول عن نفسه معلم يجب ان يعرف معنى المفردة اولا اليس كذلك ؟
أجل

أليس المعلم هو من يوصل المعلومات للناس وبالتالي يساعد الناس برفع مستوياتهم،
نعم

وهذا المعلم يجب ان يكون قريب من الناس، على الاقل فكريا
كلا .. إذا كان قريبا من مستواهم فلن يعلمهم شيئا يتجاوز علمهم المسبق، تنظيم المعرفة ليس وظيفة المعلم، إلا في المدرسة


حيث أن المعلومات لا تصل للبسطاء الا بتبسيطها، وهذا ما تفعل عكسه تماماً !
المعلومات لا تصل البسطاء ولا للمعقدين، بل تصل لمن يطلبها، ومن يطلب نوعا من المعلومات عليه أن يتعلمه بطريقة تتناسب معه، والمجال الذي أعلمه لا يتناسب معه إلا هذا الأسلوب وما هو أكثر قوة منه لو أمكن ذلك.

من أراد أن يتعلم معلومات ابتدائية فلا داعي أن يدق بابي ويتعب نفسه في نقد أسلوبي
 
فكيف تدّعي بانك معلم وانت تطرح رؤاك بأعقد اسلوب ممكن للفهم عند الناس؟
لم أدعي أني معلم، قلت لك إذا أردت الاستفادة مما أقدمه فعليك أن تتواضع أمامه، وذلك يتطلب أن تتقبلني كمعلم، أو تجرد النص عن الشخص.

لأنك إذا لم تعترف بفقرك إلى ما أقدمه فلن تستفيد منه شيئا، ستضيع الوقت في نقدي تماما كما تفعل الآن..

لا يهمني كثيرا كيف تنظر إلي يا عزيزي، أوضح الموضوع لك فحسب.

عموما، هذه حرية شخصية، تريد أن اعتبرني معلما بطريقتك الخاصة، أو تريد أن تتعامل مع الأفكار والمعاني المطروحة مباشرة، سيكون ذلك أفضل..
 
انت لم تتجاوز الخطوة الاولى في كونك معلم.
صحيح، أنا لست معلم، أنا عابر الزمن
ولكن، بالنسبة لمن يريد التعلم مني سأكون معلنا في رؤيته، لا في ذاتي..
ولا أريد أن أكون معلما في أي وقت من الأوقات


كلنا مازلنا نتعلم وسنبقى ..

إذا كانت مرحلة التعلم مستمرة إلى اللانهاية فلن تصل للحقيقة أبدا


ارغب منكم في محاولة تبسيط الفكرة في حال اردتم ان يستفيد الجميع ،

أنت لا تتخيل كمية الجهد الذي أبذله من أجل تبسيط ما أقدمه .. هل تعلم كم عدد المقالات التي كتبتها أو ترجمتها ؟ هل تعلم أني أفعل ذلك لوحدي، وعلى حساب حياتي الشخصية ..

بالطبع لا تعلم ذلك، تعلم فقط ، أني مغرور ومتكبر ..
عزيزي، إذا أردت أن تروض كائنا ما فعليه أن ينتمي لفضيلة قابلة للترويض


فكل منا مبتدي مهما وصل وعيه بما يدور حوله ، وكلنا محجوبون عن الحقيقه لاننا هنا اصلا من اجل ان لانعرف

أنتم أحرار ..
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل