هل يعني ذلك بان مستوي الاختراق للوعي يمكن ان يحصل عبر البرمجيات والسيطره عليه ..
الوعي بحد ذاته هو "الحياة النقية" وهذا يجعله محصّناً من أي اختراق ممكن، لا، إنه قوة خالصة، كيف يمكن اختراق قوة خالصة؟
الوعي بحد ذاته لا يخاف لأنه لا يوجد شيء زائد عليه ليخسره، ولا يتألم لأنه ليس متعلقاً بشيء آخر، وفوق ذلك يمكنه أن يبادر بحياته وكل ما لديه، ليس هناك مشكلة بالنسبة للوعي في الفداء، وهذا يجعل طاقة الوعي توقظ الإمكانيات العظمى في الكينونة البشرية.
لكن هل نحن كبشر وعي خالص ؟
لو كنا وعياً خالصاً لما أخطأنا ولما نقص منا شيء أو زاد علينا شيء، ولما تطمحنا أو فكرنا في الماضي أو المستقبل، نحن نغيب عن الحقيقة والحضور باستمرار.
ولذلك نبحث عن شيء ما، حياة الإنسان كلها مجرد "بحث عن شيء ما" والمشكلة أنه يبحث عنه في الوجود الغائب عن إدراكه المباشر (قوّة الآن)
لذلك (لأننا لسنا في حضور ) لا نستطيع الوصول إلى مرحلة الوعي الخالص، هناك "فجوة" بين الوعي ونفسه تمنعه من الاتحاد، وهذه الفجوة هي زمن الغياب الذي نسميه بالواقع الموضوعي وبالوجود الذهني وهو يرتبط بالوعي الخالص ويمنعه من إدراك ذاته عن طريق إشغاله باستمرار، والمشكلة أن الثقة المفرطة بالواقع الموضوعي تنسي الوعي هذه الحقيقة (حقيقة أن الحقيقة هي الحضور، وليس الواقع) .
نحن البشر روح + نفس + جسد ونقطة ضعفنا موجودة في + نفس + جسد .
الروح ليس فيها نقطة ضعف، الخوف والضعف والألم حالات تركيبية (غير نقية) والروح نقاء، أي أنها لا تخاف من العذاب، وحتى لو تألّمت كثيراً يمكنها استعياب الألم كشيء خارجي، الحقيقة أن النفس (العقل اللاوعي) هو الذي يخاف وينفعل ويضعف.
النفس والجسد مليئان بالفجوات ، وهذا يجعلهما عُرضة للاختراق من قبل كل الكائنات، والطريقة الوحيدة للخلاص نهائياً وإلى الأبد هي التحرر من النفس والجسد، والتحرر يختلف عن "الانعزال" فقد يبقى الجسد وتبقى النفس، ولكن ليس كأشياء زائدة على ذاتك الحقيقية، بل كتتمة لتجلي حقيقتك الإلهية، بعد زوال الفجوات.
بلاء الإنسان من العقل اللاواعي، ومن ضمن ذلك السبب في أنه لا يعرف الحقيقة المطلقة أو لا يتواصل مع الله، ليس وعيه هو الذي لا يمكنه القيام بذلك، عقله هو الذي يمنعه من ذلك، وهذا العقل يشبه الآلة، لا يمكنك إقناعه بشيء، يمكنك برمجته، يفهم لغة التوجيهات والاقتراحات، فإذا كان فيه فكرة تخوّف من العالم الخارجي فسيعمل على عزل الذات الحقيقية عن العالم الخارجي.
هذا العقل له تفكير يشبه تفكير الدواب، يقال أن بعض إناث الحيوانات تلتهم صغارها عندما يحين الخطر عليها من أجل إرجاعهم إلى الرحم حيث يكونون بأمان، هذا بالضبط ما يحدث في مستوى اللاوعي، هو لا يعلم أنه يؤذيك أو يدمر حياته، هو يحاول أن يكون صديقك، ويحبك، إنه لا يفهم المنطق أو الواقع أو الحقيقة، إنه يفهم المشاعر فقط.
اختراق اللاوعي يمكن أن يحدث من خلال النوايا الموجّهة أو الإيحاءات أو التأثيرات الفيزيولوجية (الضجيج والتعنيف والجنس).
حصن العقل اللاواعي أيضاً يمكن أن يكون بالنوايا الموجهة أو بالإيحاءات (أدعية التحصين ) أو بالتأثيرات الفيزيولوجية، هناك شخص في سوريا كان اسمه "البهبهاني" وهو شيخ روحي، أنا لا أثق بالشيوخ، لكن هذا الشيخ كان صديق العائلة، لم يكن يتقاضى أجراً عن أعماله، هناك امرأة كانت ملووقة ( فقدت السيطرة على أعصاب وجهها ) ذهبت إليه مع أمها وكانت لا تستطيع النطق، عالجها بطريقة فيزيولوجية باستخدام عطر معين يؤدي إلى العطاس، يمكن علاج السحر بإعادة التوازن لفيزيولوجيا، السحر مبني على شيء يقوم بجعلك تتوتر طوال الوقت، فإذا استرخيت، حتى ولو كان السبب هو صعقة كهربائية دقيقة ومتناغمة جيداً، فإن السحر ينتهي بنفس اللحظة.
الهدوء واليقظة هما علاج السحر، الأسباب المؤدية لذلك كثيرة.
شخص مثل أوشو أو إيكارت تول يمكنهما أن يخضعا الشياطين، هما لن يقولا ذلك، ولكني أعرف هذا، طاقة صوت كل منهما تخبر بقوة هائلة، خصوصاً أوشو، طاقة صوته تنوّم الآخرين مغناطيسياً ، إنه يتحكم بالمستمعين كما يتحكم الرسام بالريشة... وهذا يصدر من قوة وعيه العالية.
اود ان اقترح على حضرتك ان تقوم بتنظيم المنشورات وبعض الاجابات على كورا خصوصا أنهم كُثر -اكثر من الف إجابة- وان توضح لنا ما الترتيب الأمثل للقراءة-إن لم يكن هذا مزعجا-
إن شاء الله ^_^