المحاكاة إحتمال وارد، ومفهوم الغنوصيين والديمي إيرج وصوفيا يتحدث عن مفهوم المحاكاة ايضا.. بلغة قديمة
هل هي حاسوبية؟ إذا كانت حاسوبية فستكون عبر حواسيب كوانتية، فالوعي البيولوجي بحد ذاته ظاهرة كوانتية
العالم الكمومي أعمق في مستواه من الوجود الظاهري الذي نعرفه، ولكن "وجود الوعي" يختلف في طبيعته عن الوجود المحكوم بطبيعة العالم الكمومي أيضاً.
دعني أوضح ذلك بشكل مختلف ...
المستوى الكمومي ليس فيه "حياة مُدرَكة ذاتياً" ، أي أن الحقيقة النهائية لأي كائن يجب أن تكون ذات طبيعة حيوية، وحتى تعرف أنك فعلاً تدرك حقيقة الكائن فلا يجب أن يكون هناك حاجز يعزل بين ذاته وبين ذاتك.
حسناً في مثال المرايا، ما نركز عليه أثناء ذلك التأمل هو "قوة الحياة" التي تدرِك العالم الخارجي، أي :
فعل إدراكك للعالم الخارجي يتوضح عندما تنعزل عنه وتدرك استقلالك ومراقبتك له كموضوع ( يصبح العالم بالكامل موضوعاً للإدراك - هذا يرسم الحد الفاصل بين الذاتية والموضوعية ).
أنا اتفق معك أن الاعتماد الكامل على الذاتية يعني نسف العلاقة مع الموضوعية ، ولكنك أبداً لن تصل إلى "معرفة حقيقة الوجود الموضوعي" إلا من منطلقات ذاتية (أي كما تدرِكه بوعيك بعد التجرد من الأحكام).
إذا اخذنا عينة من ما سنسميه تجاوزاً "مادة الوعي" بطبيعتها الخالصة، فسنجدها مادة وحدوية (غير قابلة للانقسام أو للتحليل) وهذا يعني أنها غير ذرية وغير رقمية، وسنجد أن حالة الوعي هذه عندما تدرَس ك"مُعطى" لا كوظيفة، تتبدى على هيئة طبيعة متحررة من قيود المكان والزمان (هنا والآن). ولا يمكن تصور طبيعة الوعي النقية موجودة في حيز مساحي، أو ضمن فترة زمنية، مادة الوعي هذه تدرَس استبطانياً.
ما يحاول الماديون وأصحاب العلم التجريبي قوله ، أن "مادة الوعي" التي تختلف في طبيعتها عن مادة العالم الموضوعي، من حيث أنها مطلقة ، هي "نتيجة" لتفاعلات حدثت في العالم الموضوعي.
وليست "وجوداً قائماً بذاته".
المثاليون يقولون أن "العالم الموضوعي" هو "نتيجة" لتفاعلات حدثت في مستوى مادة الوعي.
من حيث الحس العام، سيميل الإنسان بطبيعة الحال أكثر إلى فكر العلم التجريبي، لأنه يرى أن الواقع ذو تأثير قوي جداً جداً عليه، وهذه القوة في التأثير تحبس الإدراك في "ما يفرضه الواقع" تماماً كالحس العام الذي يقول أنك لن تصبح أبداً رئيساً لأمريكا.
فكرة ان الوعي "ظاهرة" مخادعة ولعوبة، فنحن لا نقترب من الوعي الخالص إلا عندما ندركه إدراكاً ذاتياً كمعطى مباشر، أما "التفكير" في ما هو الوعي، سيولد نتائج فكرية، بعيدة جداً عن النتائج التي تصل إليها عندما "تدرك مباشرة" ما هو الوعي، وبالطبع، العلم التجريبي "يفكر طوال الوقت" في ما هو الوعي ولكن لا يقترب منه أبداً وكأنه "حرمات".
وهذا الفرق بين "إدراك الوعي والتفكير به" هو ما يولد مثنوية مشكلة الوعي السهلة ومشكلة الوعي الصعبة.
لكن..التحدث عن المحاكاة بدون دليل قاطع أمر خطير، لأن ذلك سيجرنا إلى إنعدام الموضوعية وتفضيل الذاتية عن كل شيء، حينها يصير الواقع مجرد وليد الوعي الداخلي او حاسوب بمكان ما وهذا، في حال لم نكن بمحاكاة، سيجعلنا نتيه بشكل كامل ونبتعد عن الحقيقة
سواء كنت داخل المحاكاة او خارجها يجب ان نتحلى بالعقلانية المطلقة
ما هو الدليل القاطع الممكن برأيك ؟ عندما نتحدث عن حقيقة الواقع الموضوعي فنحن نضع كلاً من "المنطق" و "الدليل الحسي" في دائرة الشك المنهجي، وهذا يعني أن مثل هذا الدليل ليس منطقياً أو محسوساً مادياً (وبالتالي ليس تجريبياً) لأن الواقع الموضوع بالكامل مشكوك به، إذن ما هو الدليل القاطع بالضبط ؟
الجسد الأثيري موجود على المستوى الكوانتي، بين الملموس الفيزيائي وبين المشاعر، كل شيء مادة، حتى الأفكار حتى الخيال، حتى الطاقة، كل شيء تجلي لنفس الجوهر
أعتقد أننا قد لا نتفق في أي وقت على هذا الموضوع، نحن نتناقش فيه منذ ثلاث سنين دون جدوى... ولكني أريد أن اعرف بعض الأشياء.
ما معنى أن يكون "كل شيء مادة" ؟
هل تقصد أن كل شيء مكون من ذرات صغيرة لها مكان وزمان ، تربط بينها علاقات اقتران خارجي ؟
حسناً ولكن كيف تكون الوجودات العقلية والحيوية هي مادة إذن ؟
الوجود الحيوي (الوعي النقي) ليس له زمان أو مكان، ولا يمكن تفكيكه إلى وحدات أصغر، ولا يوجد على نحو مفارق للحياة نفسها ( ليس شيئاً غير ذاتك )
الوجود المادي مقترن بالضرورة بالزمان والمكان، وإلا لكان مطلقاً، وكل كائن مادي يمكن تفكيكه إلى وحدات أصغر، وتعريفه حسب علاقاته مع كائنات أخرى (له طبيعة نسبية) ولولا الكائنات الأخرى وعلاقاته معها لما كان له وجود مادي ، تصور شيئاً يوجد لوحده في المكان، وستعرف أنه بلا مكان.
حتى الوجود العقلي يختلف تماماً عن الوجود المادي ,,,
المشكلة الاساسية أن ما يقصده "الفلاسفة العقليون" ب"المعقولات Ideas" و التي تترجم ترجمة غير دقيقة بكلمة "الأفكار" التي يتحدثون عنها لا يقصدون بها أفكار شخص معين وتأثيرها في الكون ، أي ليس ما طبيعة ما تفكرين به أنت في وقت معين، بل ما طبيعة "الوجود العقلي" الذي تدركه (وليس الذي تفكر به) مثل وجود الأشكال الهندسية المجردة، إنها ليست موجودة في مكان محدد وزمان محدد، إنها منتشرة في كامل الزمكان بوقت واحد وموقع واحد، وأنت لا تدركها من الخارج أولاً، الخارج يثير فيك الانتباه لها فقط، قس على ذلك المعاني الأعلى في التجريد، والتي ليس لها حتى أبعاد، مثل مفهوم "النقيضين" أو مفهوم "المكان" أو "الإنسان" أو "الكيان" أو حتى "الطاولة" أو "اليد" أو "العدد واحد" فهذه المعاني لا يوجد أبعاد تحتويها، معنى "الإنسان" موجود في الكون، وليس في مكان محدد وزمان محدد، ربما مصداقه المادي موجود في حدود ، لكن "معنى الإنسان" لم يتحقق فعلياً بعد، ورغم ذلك تعرفه كمُعطى كما تعرف المعطيات الحسية تماماً.
لذلك ريد أن أفهم وجهة نظرك ، لماذا تقول دائماً أن كل شيء مادة ؟ لو أننا نقلب الآية ونقول "كل شيء عقل" فهل ستتقبل هذا الطرح ؟