السبع سنين الماضية كانت رحلة مليئة بالتجارب بالنسبة لي من أفراح واحزان ومواقف وتجارب ودروس حياتية سهلة وصعبة في آن، حتى لي اقارب رحلوا من الحياة بسبب هذا المرض. كانت سنين عجاف الحمدلله وكنت في مواجهة دورس الحياة والمصفوفة التي تعمل على ايذائي.
أرى أن السبب نفسي قبل أن يكون جسدي، ومنه يتجسد. العادات والتقاليد والوعي الجمعي والناس التي تبرمج بعضها بمعلومات مغلوطة يشبون عليها سنين طويلة بلاوعي. الطعام الغير صحي والكبت والقهر عوامل تؤدي لظهور هذا المرض وعدم التعبير عن مكنونات النفس.
السنة هذه جميلة مختلفة عن بقية السنوات منذ أول ساعة فيها شعرت بطاقتها. تعلمت ان حب الذات شافي وكنت اثر الكثير على نفسي لإرضاء الكثيرين لكني هذه السنة مختلفة بحسب معلوماتي عن حب الشخص لنفسه قبل الآخرين كنت اجاهد في الوصول للتوازن لكن المواقف سرعان ما تبعدني كلما اقترب من الوصول.
عندما تحب ذاتك اكرمها اشبع نفسك وبعدها قدم الحب للآخرين بشرط أن تكون متوازن، لاتحمل نفسك فوق طاقتها واذا لم تستطع فعل شي لأحدهم قل له بكل صراحه أنك لا تستطيع بكل حب ومن دون زعل. حب الذات يليه الإهتمام بالجسد والنفس والروح.
المجتمع يحتاج للحكماء وأصحاب الوعي العالي وتعلم علوم روحية حول حقيقة الإنسان وحب الذات والسلام الداخلي والتوازن. هذه السنة وضعت أهداف روحية نفسية توقفت عن التدخل في أمور كانت تسبب لي إرهاق فكري وجسدي في الماضي. توقفت وصمت ثم شعرت براحة داخلية، لن اغير العالم ولن تغير أنت العالم، دع العالم في سلام يختبر تجاربه، أهم شي نفسك أولا،، ليست أنانية.
ما أن تبدأ بنفسك ستكون متوازن وصحي وقوي وبذلك يمكنك نفع المجتمع ومحيطك.
راجعت نفسي مدى خمس سنوات تقريبا لأعرف أين الخلل. بدأت افكر في حلول وترك أمور ليست في صالحي ولا تسهم في تطوري. من الجميل مراجعة ذلك. الحياة كالسفينة وأنت قبطان فيها، سلم لكل شخص مهامه ولا تتدخل في شؤن الغير. دع الطفل ينجرح يبكي عالجه بحب.
أرضاء الآخرين يبعدك عن حب ذاتك ويسبب لك الم روحي ونفسي وجسدي. دع مالهم لهم وما لك لك، التغير يبدأ من الداخل كيف؟ عندما تغير أمر بداخلك ستراه خارجا وسيلاحظ غيرك أنك تغيرت لأنك قررت من داخلك ترك فعل أو سلوك لا يفيدك.
مثال بسيط من الحياة، عندما كنت أهتم بنباتات في المشتل، كنت اسمع أن فلان وفلانه يريدون بعض النباتات كنت اهدي الكثير منها بحب مرت السنين لكن جسدي كان يعطيني إشارات سلبية، هنا سألت نفسي ما الرسالة؟
فهمت أنني أقوم بعمل فوق طاقتي وعندما تكرر الموقف قلت لهم اذهبوا وازرعوا ما تشاؤن، المسوا التراب وامسكوا البذور وضعوها في الأرض تواصلوا مع الحياة، هكذا رحلوا ولم يعودوا يسألون.
تقديم المساعدة شي نبيل وجميل لكن ليس على حساب طاقاتنا وفوق قدراتنا. لابد من تعليم البعض كيفية تحمل المسؤولية والدخول في تجارب جديدة.
جميل ما ذكرته، بالفعل أن الأسرة والمجتمع والمعتقدات الخاطئة كانت سبب في الكثير من المشاكل النفسية والحسدية.
معتقداتنا علمتنا ان قول كلمة " لا" عيب أوشيء مخزي. لم تعلمنا ان كلمة "لا" هي في حد.ذاتها بناء لشخصيتنا وسماع لذواتنا.
لذلك كنا نخاف أو نخجل من قول "لا" لا أستطيع او لا افعل او لا أريد. حتى خنقت ذواتنا من الداخل.
هناك من يأثر الآخرين من أجل الرياء، كأن يقول الناس إنه طيب. وإنه انسان خير ....وانت لست محتاجا لذلك الرياء فالله يعلم ما في قلب كل واحد ... ولا يكلف الله نفسا الا وسعها.
وهناك من يأثر الآخرين من أجل حبه الحقيقي لهم فيريد.حقا ان يرى السعادة في قلوبهم. وان يبادلوه تلك السعادة والحب. لكنه لا يجد شيئا ليس فقط مادي بل حتى معنويا.
فهمت هذا منذ مدة قصيرة وكأن نفسي تحدثني حقا ..... جسدي يرهق وأحس حقا بطاقة العطاء دون أخذ وتبادل. الكفة غير متوازنة يأخذون طاقة عالية منك ولا يضيفون لك شيئا.
والعطاء ليس ماديا فقط، فأكثر شيئا يهلكنا هو العطاء المعنوي والنفسي والطاقي
وحتى كثرة الشكوى والقيل والقال، ياتونك يشكون في كل مرة ولاتفه الاسباب ....ثم ينتهون دائما بعد.نصحك.لهم واصغائك لمشاكلهم الدنيوية فبقولون :
" والله استرحت الان بعد.ما أفرغت ما في جعبتي. شكرا لك" ثم بعد ذلك أنا التي أحس بالحزن لا لشيء ولا أفهم لماذا ؟؟ حتى فهمت تأثير طاقة الآخرين حقا فينا بعد ما أثبته لاكوفسكي مع مرضاه...
هم ياتون شاكيين باكيين لااسباب دنيوية تافهة ... يأخذون ويمتصون حقا من طاقتك وهالتك. بعدها يشعرون بالراحة حقا وانت تشعر بالعكس.
تخيل ذلك يحصل في كل مرة وليس أحيانا فقط، ستمرض ليس فقط بالسرطان ......
لكن لو كان هناك توازن، كان ياتوا لك باخبار سعيدة دائما سيكون تبادل من الطرفين بطاقة الحب والجمال والسعادة.
لذلك فهمت لماذا اغلب الحكماء والفلاسفة. يحذرون من مرافقة الناس التي تشكي دائما. والمتشائمة..... وووو
والله جربتها شخصيا انهم يمتصون كل شيء فيك جميل دون ان تحس .... وتحس بالارهاق والتعب والحزن بعد ذلك
فاصبحت حقا لا استطيع مطلقا سماع مشاكل الاخرين المتكررة. واكتفي بالاجابة هناك رب الخلق الذي لا تنتهي طاقته يمكنك أن تشكي له وستحس حقا بالتحسن. وبالفعل ستعلم الناس ان يلجأؤو لله وليس للخلق الضعفاء.
الان أشعر فعلا بتوازن وسلام داخلي، أصبحت ابتعد عن كل ما يقال من مشاكل وتفاهات وترهات واكتفي بالتجاهل والابتعاد .... ذواتنا تحتاج لراحة بعيدا عن كل هذا الصخب الخارجي ....
تعلموا حقا الاصغاء لذواتكم الداخلية، هي تتكلم لكن لا أحد يسمعها وسط كل هذا الصخب الخارجي.