سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
بداية وقبل كل شيء ... فرّق بين الإيمان والاعتقاد :
الإيمان هو وسيلة معرفية يمكنك تسميتها بالتجريب الذاتي أو الملاحظة الاستبطانية ، يقابلها بالانجليزية مصطلحات مثل Introspictive أو Supersensible.
أما الاعتقاد فهو تصديق عقلي بموضوع غيابي بناءً على نوع من أنواع الحجج ... لذلك ليس الاعتقاد محصوراً في مسائل الثيولوجيا فقط. بينما الإيمان هو كشف وجداني وليس اعتقاداً بالموروث.
أصلاً الإيمان هو أعلى مراحل الوعي والإدراك ، لأنك حتى وإن رأيت الشمس فلا يمكن أن تجزم بثلاثة أمور : بحقيقتها ما وراء الرصد وبتطابق الرصد مع تلك الحقيقة ، وبرصدك نفسه.
هذه مشكلات إبستمولوجية الطبع وذات نكهة ميتافيزيقة لا يقوى عليها العلم التجريبي ، لأنه يتأسس مباشرة على شرط التسليم بالإجابة بالجزم لتلك الأمور الثلاثة ، بعبارة أخرى هو يبحث في واقع افتراضي ، داخل هذا النسق الواقع متماسك ويمكن تحقيق تجارب وملاحظات متكررة فيه ، ولكن علة التوافق بين تلك النتائج والتي يعزوها العلم للواقع نفسه ، وبالتالي أيضاً جوهر حقيقتها وما تعنيه فهو غائب عن مباحث العلم التجريبي.
إنه يوفر لك القدرة على الانتفاع ، ضمن الواقع هذا نفسه وليس يمكنه الإجابة عن الأسئلة الكبرى ، الحالة الوحيدة التي يتم فيها استبدال المعرفة التجريبية بالميتافيزيقا على نحو نهائي هو أن يكون الواقع غاية الإنسان ورغباته النهائية هي ضمن هذا النسق نفسه ... إذن هي مسألة اختيار وقرار ومصير ، وليست مبحثاً للعلم التجريبي وحده.
الإيمان هو وسيلة معرفية يمكنك تسميتها بالتجريب الذاتي أو الملاحظة الاستبطانية ، يقابلها بالانجليزية مصطلحات مثل Introspictive أو Supersensible.
أما الاعتقاد فهو تصديق عقلي بموضوع غيابي بناءً على نوع من أنواع الحجج ... لذلك ليس الاعتقاد محصوراً في مسائل الثيولوجيا فقط. بينما الإيمان هو كشف وجداني وليس اعتقاداً بالموروث.
أصلاً الإيمان هو أعلى مراحل الوعي والإدراك ، لأنك حتى وإن رأيت الشمس فلا يمكن أن تجزم بثلاثة أمور : بحقيقتها ما وراء الرصد وبتطابق الرصد مع تلك الحقيقة ، وبرصدك نفسه.
هذه مشكلات إبستمولوجية الطبع وذات نكهة ميتافيزيقة لا يقوى عليها العلم التجريبي ، لأنه يتأسس مباشرة على شرط التسليم بالإجابة بالجزم لتلك الأمور الثلاثة ، بعبارة أخرى هو يبحث في واقع افتراضي ، داخل هذا النسق الواقع متماسك ويمكن تحقيق تجارب وملاحظات متكررة فيه ، ولكن علة التوافق بين تلك النتائج والتي يعزوها العلم للواقع نفسه ، وبالتالي أيضاً جوهر حقيقتها وما تعنيه فهو غائب عن مباحث العلم التجريبي.
إنه يوفر لك القدرة على الانتفاع ، ضمن الواقع هذا نفسه وليس يمكنه الإجابة عن الأسئلة الكبرى ، الحالة الوحيدة التي يتم فيها استبدال المعرفة التجريبية بالميتافيزيقا على نحو نهائي هو أن يكون الواقع غاية الإنسان ورغباته النهائية هي ضمن هذا النسق نفسه ... إذن هي مسألة اختيار وقرار ومصير ، وليست مبحثاً للعلم التجريبي وحده.
- قضية معيار الحق ، هل هو التجريب أم البُرهان أم الإدراك ، وإذا كان التجريب فعلى أي نحو يكون ، ذاتي أم موضوعي ، هذه قضايا علم الإبستمولوجيا وهي تتأسس على نرية معرفة متعالية على أي منطق محصور بأسلوب معين ، سواء العقل أو النقل أو التجريب ....... ولذلك لا يمكنك القول إن التجريب الموضوعي على شرطك هو الحقيقة المُطلقة وطريقها الوحيد لأن هذه إيديولوجيا ، بالطبع أنت حر بموقفك ولكن أنت تقوم بفرضه على الآخرين.
- حتى وإن حققت نتائج وظيفية فهذا ليس معياراً للحق ، فمثلاً من يؤمن بالإدراكية كمعيار يرى النتائج الذاتية والكلانية والأعم من تلك التي توظف فقط ضمن النسق ، هي نتائج الوصول إلى الحق ، حين تتحد مع الحقيقة وتحيا في رحابها. ويرى أيضاً أن التجريبية هي دليل إدراكي منقوص ولم يكتمل نضوجه بعد ، لذلك يؤتي ثماراً غير موجهة ، ويُعتبر مثال التجريب النموذجي هو البرهان الفينومينولوجي ( وبلغة القرآن هو "الذِّكر" ).
- الوعي ليس علماً تجريبياً بالمعنى الخاص بالتجريبية الوضعية والموضوعية ، لأن نقل الوعي نحو الموضوعية يلغي حقيقته مباشرة ويحيله إلى محض إجراءات ، لا تختلف عن الذكاء الاصطناعي أو حتى السلوك الذري التوافقي بأي شيء ...
وأما نقطة الخلاف المركزية معكم فهي رفضكم لوجود أي بحثٍ علمي في مجال ما وراء الطبيعة الموضوعية ، أي حتى الكلمات التي تستخدمونها مثل ( الشيطان - الوعي - العقل - الوجود .... ) إنما تستخدمونها للدلالة على وظائف موضوعية معينة ضمن نسق الأحداث الموضوعي ، وليس على دلالتها على حقيقة ذاتية وجوهر حيوي له قيمة بحد ذاته ويمكن إدراكه كحالة متفردة.
المشكلة هي تسفيهك علوماً يبدو جيداً أنك لم تحط بأساسياتها ، فالشيطان مبحثٌ ميتافيزيقي علمي ، وليس مجرد مبحث ثيولوجي خاص بدين معين ومبني على الاستدلال من نصوصه وتراثه ، ربما قد تختلف التسمية ولكن ذلك لا يعني في حقيقة الأمر أي شيء على الإطلاق ، سمه الشيطان أو قوى الظلام أو ميلكوور أو غير ذلك ... كلها مجرد تسميات فلا تقف على سطوح الأمور.
نتفق على أن الشيطان ليس إنساناً بقدم عنزة وقرني كبش ، وليس ذو بشرة حمراء ... هذه المعلومات نتفق على استحالة التثبت من صدقها وفق المنهج التراثي وحده ، لكن هذا لا يعني أنها خرافة لمجرد ارتباطها بالتراث ، أولاً لابد من معيار لتمييز المسألة بحد ذاتها ومن حيث وجودها وبغض النظر عن مصدرها ، وحينها نقول : إن الشيطان بمعنى قوة التشتيت الظلامي للوعي عن الحضور في عالم النور وجعله يتوه بين الظلام والوهم والأحلام شاملة كل ما سيعانيه من جراء ذلك ، هي ليست مجرد كائنٍ مادي محدود وجزئي ، بل هي قانون من راسخات الكون ، وبالتالي تنتهي الصورة الساذجة التي رسمها التراث دون استبدالها بتراث جديد حداثي.
كما ولا يحق لأحد أن يملي عقائده على الآخرين ويقول لهم : الشيطان غير موجود ، أو أنه خرافة أو نحو ذلك ... ولا أن يسيء للمقدسات ، التي لم يستطع فك تلغيزها بعد ، القرآن الكريم يأتي بقداسته من البرهان والحجة البالغة ، وليس من التسليم الأعمى ، وكان الأحرى بك أن تقول : المعلومات التراثية عن تأويل القرآن الكريم هي خرافات ، وليس أن تجعل القضايا العلمية بعينها خرافات لمجرد ذكرها في الكتب المقدسة.
افتح المجال أمام البحث الميتافيزيقي ولا تكن يقينياً أكثر من اللازم بما انتهيت إليه فيه ، واعترف بأن ما يجهله الإنسان لا يقارن بمحدودية ما يعلمه حتى الوقت الراهن ، ليس فقط من الناحية التراكمية للطبيعة والوجود الموضوعي ، بل ايضاً من الناحية النوعية لمستويات الوجود نفسها ولأنواع الموجودات وطبقات العالمين. وعوضاً عن استخدام كلمة خرافة فيمكنك البحث العلمي الحر ، نقد التراث شيء ، ونقد العلم لمجرد صلته بالتراث وانقطاعه عن النزعة المهيمنة في الحداثة التاريخية اليوم شيء آخر..
التعديل الأخير: